استطلاع لـ”ملفات سوريا”: هل يغير بايدن اتجاه السفينة الكردية؟
علي الأحمد (برلين)
لم يخف الكرد ابتهاجهم وتفاؤلهم بنجاح الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ذلك أن تاريخ “بايدن” بالنسبة للكرد، يسجل اعتراضه على سحب القوات الأمريكية من شرق الفرات معتبرا ذلك خيانة للكرد، وهذا أمر كاف لبناء الآمال على سياسة الرئيس الديموقراطي القادم، بأن يكون حليفا أكثر قوة من الرئيس “دونالد ترامب”.
وباعتبار وجود الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، هو جوهر تماسك قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، ومجلس سوريا الديموقراطية (مسد)، فإن مصير شمال شرق سوريا عموما والكرد خصوصا، مرتبط بالسياسة الأمريكية المقبلة، في ظل نوايا علنية من النظام السوري وتركيا وروسيا بتوسيع نفوذهم في المنطقة.
ويقول الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطي “رياض درار”، في تعليقه على مصير المنطقة (شمال شرق سوريا)، في ظل التجاذبات الدولية ووصول “بايدن”، صحيح عانينا من سياسة ترامب، إلا أن الإدارة الأمريكية يبقى لها الدور الإيجابي المميز في منع التعديات على هذه المنطقة إلا من خلال ما حصل في رأس العين وعفرين وتل أبيض، مشيرا إلى اختلاف واضح بين سياستي “ترامب” و”بايدن”، إذ نعتقد أن المنطقة ستشهد استقرارا أكثر في الفترة المقبلة.
وأضاف نأمل ببقاء القوات الأمريكية إلى حين تمام التسوية السياسية في سوريا؛ لأنها ستبقى في موضوع الجمود مالم تستطع الولايات المتحدة وروسيا أن تتفقا على الحل في سوريا، فالتنافس بينهما ليس من مصلحتنا جميعا، لأن التنافس اليوم على الأراضي السورية حيث يتم اقتطاعها لصالح تركيا، وأعتقد أننا سوف نضطر يوما إلى أن نخضع إلى الاتفاق فيما بيننا لنصل إلى حل في سوريا.
من جهته بين “نواف خليل” رئيس المركز الكردي للدراسات والمتحدث الرسمي السابق باسم حزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا أنه يمكن أن يستشف مما قاله الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن” في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز إنه سيدعم المعارضة في تركيا وأنه لن يتنازل عن الأكراد في بعض النواحي الإيجابية، مشيرا إلى أنه مع هذه الإدارة المنتخبة سيكون هناك وضوح فيما يتعلق بجميع الملفات على المستوى العالمي، وأعتقد سيكون هناك دعم أكبر لقوات سوريا الديمقراطية لأن الحرب ضد داعش لم تنته.
وأشار إلى أن ما صدر عن المسؤولين الأمريكيين لم يتحدث فقط عن الكرد في سوريا إنما عن عودة المفاوضات بين الكرد والحكومة التركية، المفاوضات التي عرقلتها تركيا في العام ٢٠١٥ والتي كانت قد وصلت إلى درجة جيدة، وكان هناك أمل في إفضائها لإيجاد حل مستدام للقضية الكردية في تركيا.
وأوضح “خليل” أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون مختلفة في طريقة التعاطي وتقديم الدعم للتجربة الموجودة في شمال سوريا، وستكون مختلفة في التعاطي مع إيران وروسيا، وكذلك التعامل مع التهديدات التركية لمناطق شمال شرق سوريا.
وقال خليل أعتقد أن أي توسع روسي و تركي في شمال شرق سوريا، لن يكون في صالح إيجاد حل وتسوية مستدامة للوضع في سوريا، وبالتالي لن تسمح به الإدارة الأمريكية الجديدة، وسيكون هناك دعم لهذه المنطقة التي حققت الانتصار على داعش خلال خمس سنوات.
أما ممثل الإدارة الذاتية في الدول الاسكندنافية “شيار علي”فأفاد في تصريح لـ”ملفات سوريا” بأنه لا يوجد تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية في عهد الرئيس المنتخب “جو بايدن”، وأن سياسته ستكون شبيهة لسياسة أوباما في المنطقة، والتغيير الوحيد هو الضغط على تركيا للوصول إلى صيغة معينة، وهناك تفاهمات مع روسيا لإيجاد حل للمسألة السورية.
وقال “علي” لم نراهن على رئاسة ترامب، ولن نراهن على “بايدن”، ولكن نتمنى بقاء القوات الأمريكية في المنطقة، والضغط على تركيا للانسحاب من عفرين وتل أبيض ورأس العين، من أجل إعادة المهجرين إلى منازلهم.