السفر إلى أبخازيا.. رحلة مستحيلة للسوريين.. وهذه الأسباب
جلال سيريس (اسطنبول)
بدأت أنظار السوريين تتجه إلى أبخازيا بعد افتتاح سفارة لها في سوريا وتوقيعها عدة اتفاقيات تشمل التعاون الاقتصادي والاستثمارات والتبادل التجاري بين الدولتين، إضافةً إلى اتفاقية الإعفاء المتبادل تأشيرات الدخول لمواطني سوريا وأبخازيا، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين.
أبخازيا الواقعة في شمال غرب جورجيا مطلة على البحر الأسود، أعلنت انفصالها عن جورجيا عام 1993، غالبية سكانها من المسيحيين الأرثوذوكس، مع أقلية مسلمة تصل نسبتها إلى10% من عدد السكان الكلي البالغ 214 ألف نسمة.
الوصول المستحيل إلى أبخازيا
لا يتواجد في أبخازيا أي مطارات لنقل الركاب وللوصول إليها، يجب التوجه أولاً إلى تركيا، ومن ثمَّ الانتقال بحراً إليها أو براً مروراً بجورجيا، أو إلى جورجيا، ومنها إلى أبخازيا وهذا غير ممكن لأنَّ جورجيا لا تعترف بانفصال أبخازيا عنها، أو أخيراً من خلال روسيا (مطار سوتشي) ومنه إلى أبخازيا.
على الرغم من اتفاق الدولتين على إعفاء تأشيرة الدخول، إلا أنَّ الطرق الثلاثة المذكورة أعلاه تفرض عليه الحصول على تأشيرة دخول لإحدى هذه الدول (روسيا، تركيا، جورجيا)، وهذه من الأمور المستحيلة في الوقت الحالي، فمعظم دول العالم ترفض تقديم تأشيرة للسوريين.
الواضح من الاتفاق الموقع بين سوريا وأبخازيا، وقرار الأخيرة افتتاح سفارة لها في سوريا، أن أبخازيا تقدم خدمة لبشار الأسد، لإيهام السوريين في الداخل، أنَّ الأسد انتصر على خصومه، وأنَّ دول العالم ستبدأ بالتسارع لإعادة فتح سفاراتها في سوريا، وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، ولكن وبالطرف الآخر، فالرابح من افتتاح السفارة هي أبخازيا، فمن خلال اتفاقية التبادل التجاري، سوريا فتحت أبواب اسواقها للبضائع الأبخازية، والتي ستدر عليها الأموال بالعملة الصعبة، إلى جانب افتقار سوريا لكثير من الصناعات، بسبب تضرر المعامل بفعل الحرب الدائرة منذ عام 2011.
أبخازيا الفقيرة بالموارد
من جانبه أكد المحلل السياسي السوري المختص بالشأن الروسي نصر اليوسف لـ “ملفات سوريا” أن أبخازيا تعتمد اعتماداً كاملاً في موازنتها على روسيا، وعلى الرغم من موقعها الجغرافي الذي يؤهلها أن تكون من الدول السياحية المهمة، إلا أنَّ القطاع السياحي فيها متخلف، وكذلك القطاع الزراعي.
وأضاف “اليوسف” أن روسيا حاولت أن تسوق لأبخازيا في المجتمع الدولي، إلا أنَّ الاعتراف لم يأتِ إلا من الدول التي تدور في فلك روسيا، مشيراً إلى أنَّ إقامة العلاقات الأخيرة بين أبخازيا وسوريا ساهم بكسر العزلة الدولية المفروضة على سوريا، بالإضافة إلى وجود سوريين من أصول أبخازية مقربين من النظام السوري ساهموا بهذا التقارب.
وأشار إلى أنَّ أبخازيا تمتلك ميناءً متواضعاً يكفي لصادراتها ووارداتها فقط، ولا يمكن استغلاله في أنشطة اقتصادية ضخمة، كون أبخازيا لم تقم بتوسعته أو تطويره، منذ عهد الاتحاد السوفييتي.
ونوه المختص بالشأن الروسي، أن جميع سكان أبخازيا حاصلون على وثائق روسية تمكنهم من السفر إلى الدول الأخرى، كون هذه الدول لا تعترف بدولة أبخازيا، ولا بوثائقها.
الجدير بالذكر أن سوريا اعترفت بطلب من روسيا على دولتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية نهاية شهر أيار 2018، واعتبرتهما دولتان مستقلتان.