بومبيو بحث ملف الحريات الدينية مع زعماء مسيحيين في تركيا
(الشرق الأوسط)
قام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس (الثلاثاء) بزيارة لتركيا أشعلت غضباً رسمياً كونها خلت من أي لقاءات مع المسؤولين في حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان، فضلاً عن الرئيس نفسه، وركزت هدفها على ملف حساس في العلاقات بين البلدين هو ملف الحريات الدينية.
ووصل بومبيو إلى إسطنبول قادماً من باريس حيث أطلق تصريحات عنيفة انتقد فيها السياسات “العدائية” للرئيس التركي.
والتقى الوزير الأميركي أمس برثلماوس الأول، الزعيم الروحي للكنيسة الأرثوذكسية، في مقر البطريركية المسكونية في إسطنبول بعد أن زار كنيسة آيا يورجي وأضاء فيها الشموع، وعقب اللقاء زار مسجد رستم باشا القريب في منطقة أمينونو. وبحث بومبيو مع بطريرك الأرثوذكس “مسائل دينية في تركيا والمنطقة”، وأكد موقف الولايات المتحدة الحازم حيالها التي تصدرت أجندة أولوياته في مجال حقوق الإنسان. كما التقى السفير الرسولي في تركيا، رئيس الأساقفة بول راسل.
وقال مسؤول أميركي إن “هناك بالتأكيد أموراً يمكننا مناقشتها” في مجال الحرية الدينية في تركيا، منتقداً ضمناً أداء تركيا في هذا الجانب.
وفي تموز (يوليو) الماضي فجرت تركيا موجة غضب وانتقادات في الغرب المسيحي عبر تحويلها متحفي “آيا صوفيا” المصنف ضمن التراث العالمي، و”كاريا” إلى مسجدين.
وعبرت الخارجية التركية عن استيائها من برنامج زيارة بومبيو وتركيزه على مسألة الحريات الدينية، التي قالت إنها “محمية” في تركيا.
وقال المتحدث باسم الوزارة حامي أكصوي، في بيان رد فيه على بيان وزارة الخارجية الأميركية في 10 شرين الثاني (نوفمبر) الجاري، الذي تضمن برنامج زيارة جولة بومبيو في سبع دول بينها تركيا: “سيكون من المناسب أكثر للولايات المتحدة أن تنظر في المرآة وتفكر بالعنصرية ومعاداة الإسلام وجرائم الحقد على أراضيها”.
ورفض بومبيو دعوة نظيره التركي مولود جاويش أوغلو التوجه إلى أنقرة للقائه والمسؤولين بالحكومة، ورد جاويش أوغلو برفض مقابلته في إسطنبول.
واحتجت مجموعة من المتظاهرين، يتبعون جمعية قومية تركية، قرب مقر البطريركية الأرثوذكسية، على زيارة بومبيو وطالبوه بالعودة إلى بلاده.
ورافق بومبيو خلال الزيارة زوجته سوزان والسفير الأميركي في أنقرة ديفيد ساترفيلد، وبعد انتهاء برنامجه في إسطنبول، غادر إلى جورجيا، دون أن يلتقي بأي مسؤول تركي.
في سياق متصل، دعت فرنسا وألمانيا أمس، إلى “مقاربة مشتركة” مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمواجهة تحديات تركيا في شرق البحر المتوسط.
وحذر الاتحاد الأوروبي تركيا الإثنين، من أن قمة قادته المقبلة ستتخذ قرارات “مناسبة” بشأن أزمة شرق المتوسط، وذلك في أعقاب زيارة إردوغان الأحد، إلى جزيرة فاروشا القبرصية.