“حراس الدين” يهاجرون إلى لبنان
عمر صاري (ريف دمشق)
علمت “ملفات سوريا” من مصدر مطلع أن أعدادا كبيرة من مقاتلي حراس الدين المتطرفين غادروا مناطقهم في ريفي إدلب واللاذقية باتجاه لبنان، مستهدفة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، في ظل تنام ضغوطات هيئة تحرير الشام على الجماعة المنشقة عن الهيئة.
وفي تفاصيل الهجرة إلى لبنان، تؤكد المصادر أن الرحلة تبدأ بتسهيل خروجهم من المعابر المشتركة مع الجيش السوري، ليقلهم أحد المهربين لقاء مبالغ مالية تتجاوز الـ ٢٠٠٠ دولار على الشخص الواحد بعد تزويدهم ببطاقات هوية مزورة لإخفاء هويتهم الحقيقية حتى عن المهرب.
طرق التهريب، حسب المصدر تكون عبر جرود القلمون وصولاً إلى رنكوس وعسال الورد ومن بعدها إلى معربون وطفيل اللبنانيتين ومنها إلى الداخل اللبناني.
أما الطريق الثاني فهو يمر عبر مدينة القصير ومنها إلى الهرمل باتجاه الضنية ومن ثم إلى طرابلس ومخيم الشوك لينتقلوا بعدها إلى المخيمات الفلسطينية.
تحرك حراس الدين إلى لبنان، بعد مواجهات مع هيئة تحرير الشام، يعني أن الهيئة تبسط سيطرتها على مناطق الشمال السوري دون منافس جهادي، ليتربع أبو محمد الجولاني على عرش الجهادية الشامية بعد تسع سنوات من الحرب وتصفية الخصوم.
هيئة تحرير الشام تبسط سيطرتها على مناطق الشمال السوري دون منافس جهادي، ليتربع أبو محمد الجولاني على عرش الجهادية الشامية
وبحسب المصدر المطلع على الجماعات الجهادية، فإن سيناريو إخراج حراس الدين من الشمال السوري جرى بالتنسيق بين هيئة تحرير الشام وأبو مالك التلي، حيث دفعت الهيئة التلي لاختراق تلك التشكيلات المتطرفة والتي تضم عدداً من المهاجرين العرب والأجانب لتبدأ بعدها عمليات التصفية لقاداتها وعناصرها وبالأخص العرب والأجانب التابعين بشكل مباشر لتنظيم القاعدة، بحجج متنوعة، أهمها الارتباط بتنظيم الدولة الإسلامية، واتهام التنظيم بالقيام بعمليات إرهاب للمدنيين من خلال الخطف، وإقامة حواجز على الطرقات.
وتم التنسيق بين التلي والجولاني على إعلان الانشقاق ومن ثم الخروج عن خط الجولاني، للتقرب من حراس الدين، ولإبعاد الشبهة الكاملة عن دفعها لأبو مالك التلي لإضعاف التنظيم المتطرف واختراقه، اعتقلته بصورة صورية لمدة شهر تقريباً، بتهمة “التحريض على شقّ الصف والتمرد وإثارة البلبلة” بعدما أكدت أن الأخير كان يدعو عناصر الهيئة لتركها والانضمام إلى غرفة عمليات “فاثبتوا” ورفضه الكامل لسياسة الهيئة بالتماهي مع قرارات أستانا وموسكو.
الجدير بالذكر أن “حراس الدين” يضم بتشكيله كلاً من “جيش البادية” و”جيش الساحل” و”سرية كابل” و”سرايا الساحل” و”جيش الملاحم” و”جند الشريعة”.