خبراء ومسؤولون لـ”ملفات سوريا”: هذه اتجاهات بايدن في سوريا
متابعات (ملفات سوريا)
تهيمن على الساحة السورية حالة من الصمت والترقب، حول اتجاهات سياسة الرئيس الأمريكي القادم جو بايدن، الذي يستبشر جزء من السوريين باستراتيجيته كديموقراطي، فيما يرى البعض الآخر استنساخ بايدن لسياسة أوباما التي اقتصرت على إدارة الصراع في سوريا.
من المتفائلين بمجيء بايدن، الكرد ومناطق شمال شرق سوريا، ذلك أن أوباما الذي انتدب بيرت ماكغورك كمندوب للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، نسج علاقات متينة مع قوات سوريا الديموقراطية، فيما كانت حقبة دونالد ترمب كمحطة انتظار صعبة للجانب الكردي، خصوصا وأن ترمب انسحب من مناطق شمال شرق سوريا، لتتموضع فصائل المعارضة المسلحة بدعم من أنقرة في عملية عسكرية في أكتوبر العام 2019.
أما المتشائمون من عودة الديموقراطيين إلى البيت الأبيض، فهم يستذكرون مقولة الرئيس أوباما بحق الجيش السوري الحر في العام 2018 “لا يمكن لمزارعين وأطباء أسنان أن ينتصروا على الأسد”، وبين الإدارتين يبقى التساؤل حول اتجاهات السياسة الأمريكية القادمة حول سوريا، وما هي حدود تفاعل بايدن في الأزمة السورية.
وقال المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية “رضوان زيادة” لـ”ملفات سوريا” إن الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن” سيركز على السياسة الداخلية أكثر من الخارجية، حيث إن الأولوية بالنسبة له إيجاد مخرج لأزمة أمريكا ما بعد انتشار “كورونا” وإعادة الإنعاش الاقتصادي الذي سببه الوباء.
أما بالنسبة للسياسة الخارجية تحديدا الملف السوري، فتوقع “زيادة” أن يولي “بايدن” الملف السوري من أولوياته، خاصة أنه كان جزءا من إدارة “باراك أوباما”، ويشعر بجزء من تحمل الخطأ عن مخرجات هذه السياسة، معربا عن أمله بنشاط دبلوماسي مكثف لإعادة جمع الدول العربية والإقليمية والدولية وتوحيد الحلفاء الأوربيين للتقدم في إطار الانتقال السياسي في سوريا، وتطبيق القرار 2254، بالإضافة للإبقاء على التواجد الأمريكي في الأراضي السورية، الأمر الذي يمنح الولايات المتحدة امتيازات في تفاوضها مع روسيا.
أما الرئيس المشترك للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “رياض درار” أبدى في تصريح لـ”ملفات سوريا” رغبة في إبقاء الولايات المتحدة على حضورها في المنطقة لضمان توازن الأوضاع، ومساهمتها مع الدول الكبرى لإيجاد حل للأزمة السورية، مبدياً سعيهم للمشاركة في الحل السياسي عبر الأدوات القائمة سواء اللجنة الدستورية أو هيئة التفاوض، بالإضافة للمشاركة بفعالية واضحة تمثل فعاليات المنطقة الحقيقية التي تشكل ثلث سوريا أرضا، مبديا استعدادهم للتفاوض مع كل القوى الفاعلة على الأرض للوصول لتفاهمات ومشتركات للوصول للحل السوري.
من جهته، توقع الممثل السابق للائتلاف الوطني السوري في واشنطن الدكتور المعارض “نجيب الغضبان” في تصريح لـ”ملفات سوريا” أن بايدن سيركز على السياسة الداخلية متمثلة في التعامل مع تبعات وباء “كورونا” اقتصاديا، والعدالة المرتبطة بمصطلح “العنصرية” الذي طفا في الولايات المتحدة مؤخرا، والعمل على إعادة وحدة الأمريكان، متوقعا أن يعيد “بايدن” أمريكا للاتفاق النووي مع إيران.
أما بالنسبة للملف السوري، فأكد “الغضبان” أن الخروج من العقوبات التي فرضتها السياسات الأمريكية أمر صعب، متوقعا أن يعاود “بايدن” طرح التزام أمريكا بتشجيع الديمقراطية في المنطقة، الأمر الذي تعتبره الثورات المضادة سيئا.
ولفت “الغضبان” إلى أن تطورات الملف السوري من جهة أمريكا تتوقف على نوعية الأشخاص الذين سيشغلون مناصب وزارات الخارجية والأمن القومي والدفاع والمبعوث الخاص لسوريا، حيث لعب المبعوث الخاص الأمريكي لسوريا “جيمس جيفري” دورا ملحوظا في تكريس عزلة النظام السوري، مشيرا إلى أن عامل كبر السن عند “بايدن” يجعله يمنح صلاحيات أوسع للوزراء والمستشارين، الأمر الذي يجعل اختيارهم فعالا، بالإضافة إلى إمكانية تأثير العاملين والأكاديميين السوريين في أمريكا لإيصال مطالب السوريين والطالبة بدفع عجلة الحل السياسي في سوريا.
وفي سياق، تمحص اتجاهات سياسة الرئيس الأمريكي القادم، رأى مدير مكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط “تشارلز ليستر” أن تواصل الإدارة الأمريكية الجديدة يفرض العزلة الدولية على النظام وتفعيل المسار الدبلوماسي لحل الأزمة السورية، والحفاظ على بقاء قوات سوريا الديموقراطية “قسد” وضمان وصول المساعدات الإنسانية لسوريا وخاصة الشمال السوري، بالإضافة لدعم قرار وقف إطلاق النار في إدلب، وتعزيز العمل الدبلوماسي مع روسيا والأطراف الأخرى لحل الأزمة السورية.