دير الزور.. الضربة التي كسرت ظهر إيران
(متابعات)
للمرة الأولى منذ بداية الضربات الإسرائيلية في سوريا واجهت إيران فجر الأربعاء هجوما واسعا ومنظما في دير الزور استهدف مايقارب 13 موقعا للميليشات الإيرانية، من البوكمال الحدودية إلى ريف دير الزور في غازي عياش، بالإضافة إلى مواقع تابعة للجيش السوري متحالفة مع إيران، ماشكل ضربة قاصمة للتمدد الإيراني في دير الزور.
وأكد مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع المستوى لوكالة “أسوشيتد برس”، بأن الجولة الأخيرة من الغارات الإسرائيلية نفذت بناء على بيانات استخباراتية تضم مواقع إيرانية قدمتها الولايات المتحدة، خلال عشاء عمل ضم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” يوسي كوهين، في مطعم “كافيه ميلانو” بواشنطن الإثنين الماضي.
في ذات السياق أكدت عدة مصادر محلية لـ “ملفات سوريا” أنَّ القصف على مدينة دير الزور كان مركزاً على المواقع التي تحوي عناصر عسكرية حيث لم يوقع أي إصابات في صفوف المدنيين، واستهدف 6 مواقع وهي: مبنى المخابرات العسكرية، مستودعات غازي عياش، تل الحجيف، الفرن الآلي، كلية التربية في حي العمال ومطار دير الزور العسكري.
وأكدت المصادر سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف العناصر سواء من الجيش السوري أو عناصر الأمن، ومن مسلحين تابعين للميليشيات الإيرانية، عدد منهم من جنسية عراقية وآخرون سوريون وإيرانيون ولبنانيون وأفغان وبينهم ضباط.
وأشارت إلى أنَّ أصوات دوي سيارات الإسعاف بقيت تسمع في كامل المدينة لساعات متأخرة.
وتسبب القصف أيضاً في تدمير مواقع عسكرية ومستودعات ذخيرة وسلاح وآليات لكل من الجيش السوري وحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، وعلى رأسها لواء «فاطميون»، في المنطقة الممتدة من مدينة الزور إلى الحدود السورية–العراقية في بادية البوكمال.
حيث طال القصف على مدينة البوكمال وريفها منطقة الحزام الأخضر، ومنطقة السيبة والطريق الدولي الواصل إلى الحدود العراقية.
وفي مدينة الميادين استهدفت الطائرات الإسرائيلية أيضاً المزارع المحيطة بها، حيث تتخذ منها الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني معسكرات لها هناك، وتنتشر هنا مستودعات لحفظ الأسلحة والصواريخ بالإضافة إلى تواجد كثيف للعناصر، بالإضافة إلى مزار “عين علي” قرب سوق الغنم في بلدة القورية.
وحول أعداد القتلى والجرحى أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الغارات التي شنتها إسرائيل على مناطق في دير الزور، أسفرت عن سقوط 40 قتيلًا و37 جريحًا معظمهم من ميليشيات موالية لإيران.
وفي تفاصيل القتلى سقط 9 من الجيش السوري، و31 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، من خلال 10 غارات على أطراف مدينة دير الزور، و6 ضربات مواقع ومستودعات ذخيرة وسلاح في بادية البوكمال، وضربتين اثنتين لتمركزات ومواقع ومستودعات في بادية الميادين.
ونفت إيران سقوط أي قتلى في صفوف العناصر التابعة لها حيث أكد مصدر عسكري مسؤول لـ “قناة العالم” أنه لا يوجد أي قتلى من الإيرانيين أو الزينبيين أو الفاطميين والقتلى فقط من الجيش السوري، وتحديداً في منبى الأمن العسكري في حي غتزي عياش بمدينة دير الزور، وأضاف أن المواقع التي قصفت كانت محتاطة قبل الغارات.
وأضاف المصدر أنَّ القصف الإسرائيلي استمر لمدة 35 دقيقة وتزامن مع تشويش للرادارات من قاعدة التنف التي تسيطر عليه قوات التحالف الدولي.
وبحسب مصادر لقناة العالم أن الطائرات الإسرائيلية عبرت من فوق قاعدة التنف الأميركية، واستهدفت الغارات مستودعات عياش غرب مدينة ديرالزور ومبنى كلية التربية القديمة في حي بور سعيد ومقر فرع الامن العسكري وسط المدينة بحي غازي عياش بالإضافة لعدة نقاط عسكرية ومواقع في باديتي البوكمال والميادين وقرية الهري ومعبر البوكمال الحدودي، ومنطقة الحزام وأطراف معبر القائم، الحسيان، الصناعة وبادية الدوير وبادية البوكمال (جنوب البوكمال)، والمزارع (جنوب الميادين)، وجبل الثردة جنوب غرب موحسن، إضافة إلى بادية القورية (قرب مزارعين علي)، وتلة الحجيف (جنوب غرب ديرالزور).
إسرائيلياً أكد مسؤول عسكري إسرائيلي، نقلاً عن موقع قناة العربية أنّ بلاده ستكثف استهدافها للمواقع الإيرانية في سوريا، بمعدل ثلاث مرات كل عشرة أيام.
وأضاف أن الغارات الجوية ستستهدف الصواريخ التي بحوزة ميليشيات إيران وقوات النظام السوري على حدٍ سواء.
أمريكياً صرح مسؤول أمريكي رفيع لوكالة The Associated Press، بأن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مستودعات لميليشيات إيرانية كانت “بمثابة خط أنابيب للمكونات التي تدعم البرنامج النووي الإيراني”.
وأضاف أنَّ الولايات المتحدة مستمرة في المساهمة لتحييد القوى الإيرانية في سوريا سواءً عبر المعلومات الاستخباراتية أو تنفيذ ضربات.