رئيس هيئة الأركان الأمريكية: المهمة في سوريا تستحق المخاطرة
ملفات سوريا – رويترز
أكد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، اليوم السبت، خلال زيارة مفاجئة لقاعدة لقواته في شمال شرقي سوريا، إن نشر تلك القوات في سوريا منذ ما يقرب من ثمانية أعوام لمحاربة تنظيم الدولة لا يزال يستحق المخاطرة.
ولدى سؤاله من صحفيين مرافقين له عما إذا كان يعتقد أن نشر حوالي 900 جندي أمريكي في سوريا يستحق المخاطرة، ربط ميلي المهمة بأمن الولايات المتحدة وحلفائها، قائلا “إذا كنت تعتقد أن هذا مهم، فإن الإجابة هي “نعم”، وأنا أعتقد أنه مهم”. حسب وكالة رويترز
وتابع: “لذلك أعتقد أن إلحاق هزيمة دائمة لـ “داعش” والاستمرار في دعم أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة… أعتقد أن هذه مهام ضرورية يمكن القيام بها”.
وتنطوي المهمة على مخاطر. وأصيب أربعة جنود أمريكيين بجروح أثناء غارة بطائرة هليكوبتر الشهر الماضي في انفجار نفذه قيادي في تنظيم الدولة.
وأسقط الجيش الأمريكي الشهر الماضي طائرة مسيرة إيرانية الصنع في سوريا كانت تحاول إجراء عملية استطلاع على قاعدة دوريات في شمال شرق سوريا.
كما استهدفت ثلاث طائرات مسيرة قاعدة أمريكية في كانون الثاني بمنطقة التنف السورية. وقال الجيش الأمريكي إنه أسقطت طائرتين بينما أصابت الثالثة المجمع مما أدى إلى إصابة اثنين من قوات الجيش السوري الحر المعارض.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن ميليشيات مدعومة من إيران هي التي وجهت الهجمات.
ووصف الميجر جنرال بالجيش الأمريكي ماثيو مكفارلين، وهو قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، الهجمات على القوات الأمريكية بأنها “صرف للانتباه عن مهمتنا الرئيسية”.
وأشار مكفارلين إلى إحراز تقدم ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بما يشمل خفض أعداد النازحين داخليا في مخيمات اللاجئين، الذين يمثلون فئة ضعيفة ويمكن أن يجندهم التنظيم.
ويؤوي مخيم الهول أكثر من 50 ألف شخص، بينهم سوريون وعراقيون ومواطنون من جنسيات أخرى فروا من الصراع. ويقدر مكفارلين أن حوالي 600 طفل يولدون هناك كل عام.
واللفتنانت كمال الصوافي من الحرس الوطني في ميشيجان هو أحد الجنود الأمريكيين الموجودين في سوريا للمساعدة في تأمين العراقيين الذين يغادرون الهول لتتم إعادتهم إلى بلدهم في قوافل محمية.
وقال الصوافي، وهو نجل لاجئين عراقيين هاجرا إلى الولايات المتحدة، إن مساعدة اللاجئين العراقيين تشعره بالسعادة، وأضاف أنه شاهد الناس في مخيم الهول وهم يهتفون فرحين بينما يغادر العراقيون المخيمات من أجل حياة أفضل في بلدهم.
وقال مكفارلين إنه يعتقد أنه سيأتي وقت يستطيع فيه شركاء الولايات المتحدة في سوريا إدارة شؤونهم بأنفسهم.
كان ميلي توجه جوا إلى سوريا لتقييم الجهود المبذولة لمنع عودة ظهور الجماعة المتشددة ومراجعة إجراءات حماية القوات الأمريكية من الهجمات، بما في ذلك من الطائرات المسيرة التي تطلقها فصائل مدعومة من إيران
وأصبح تنظيم الدولة الإسلامية مجرد أثر لتنظيم حكم ثلث سوريا والعراق في خلافة أعلنها في عام 2014، ولكن لا يزال المئات من مقاتليه يتمركزون في مناطق غير مأهولة لا يحظى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ولا الجيش السوري، الذي تدعمه روسيا وفصائل مدعومة من إيران، فيها بسيطرة كاملة.
وهناك آلاف آخرون من مقاتلي الدولة الإسلامية في مراكز احتجاز تحرسها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وهي الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في البلاد.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال بوسعه النهوض مجددا ليشكل تهديدا كبيرا.