رجل أعمال سوري يشتري عواطف السوريين بطحين وغاز وهمي
جوليا العبد (دمشق)
نشرت الصفحة الرسمية للمكتب الصحفي على موقع فيس بوك لأمين سر الغرفة التجارية السورية الإيرانية رجل الأعمال السوري مصان النحاس الأسبوع الماضي خبراً حول عقده عدداً من الاتفاقيات مع الجانب البيلاروسي خلال تواجده هناك، حيث أكد نحاس على أن الجانب البيلاروسي وافق على بيع المنتجات النفطية بالإضافة إلى القمح والطحين دون قيد أو شرط لسوريا، كما أبدى الجانب البيلاروسي رغبته بتنشيط وتكثيف زيارة رجال الأعمال السوريين إلى بيلاروسيا، من خلال تقديم الفيز الفورية للاستثمار وتمتين وتقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين كما ذكرت الصفحة.
وأثار الخبر بعض التساؤلات حول هذه الصفقات، في ظل عدم وجود تصريح رسمي من مجلس الأعمال السوري البيلاروسي المشترك، الذي يعد مسؤولاً عن الأنشطة الاقتصادية المشتركة بين سوريا وبيلاروسيا، حيث دأب د. عماد معتوق رئيس الجانب السوري في المجلس على قيادة مثل هذه الاجتماعات في العاصمة دمشق أو العاصمة البيلاروسية مينسك، إذ أن العقود الموقعة مع أي جهة بين الجانبين تحظى بتغطية إعلامية رسمية.
وأكد مصدر مقرب من الاقتصادي مصان نحاس، لـ “ملفات سوريا”، أن الزيارة التي قام بها الأخير ليست إلا زيارة ذات طابع شخصي، ولا يوجد حتى الآن عقود موثقة، وقد تحدث أيضاً لنا خبير في العلاقات السورية البيلاروسية عن أن التعاون الحالي بين البلدين يتركز في استيراد المعدات الثقيلة مثل الجرارات والباصات، وأضاف بيلاروسيا اليوم تسعى لتأمين النفط من السعودية وأميركا على خلفية بعض المشاكل مع جارتها الروسية، وهي تحتاج للنفط لسد حاجتها الصناعية الضخمة، ومازالت تقوم بعدد من المشاريع التنموية لتقوية القطاع الزراعي فيها وخاصة القمح، فكيف لها أن تورد هاتين المادتين.
يجمع حكومتي سوريا وبيلاروسيا علاقات سياسية وتجارية جيدة، ويتبادل رجال الأعمال والوزراء من الطرفين الزيارة في أحيان كثيرة.
فهل يستطيع مصان نحاس عبر علاقاته الشخصية ومبادراته إيجاد صفقات لحل بعض الأزمات السورية، وهو ما عجزت عنه اللجان والمجالس المشتركة الرسمية، أم أن الأمر لا يتعدى كونه ترويج شخصي عبر استثماره لمعاناة الشعب السوري؟