“صالح مسلم” لـ “ملفات سوريا”: اجتياح تركي متوقع.. و”نوري”: روسيا تتواطأ
أحمد علي (الحسكة)
تبقى مناطق شمال شرق سوريا، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية على صفيح ساخن في كل المراحل، ذلك أن تداخل القوى اللاعبة في هذه المنطقة، وطموحات كل جهة بفرض نفوذها، يجعل المنطقة متغيرة وعلى رمال متحركة.
وبينما تبقى الكلمة الأولى للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في مناطق شمال شرق سوريا، إلا أن روسيا هي الأخرى تستحوذ على حصة من هذه البقعة سياسيا وعسكريا، فضلا عن مناطق سيطرة تركية إلى جانب الفصائل المسلحة.
أمام هذا المشهد المعقد والمتداخل، يبقى السؤال الأهم ماهي استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المنطقة مع مجيء إدارة جو بايدن، الذي يرى فيه الكرد خيارا جيدا مقارنة بالرئيس ترمب، وما هي الهواجس الكردية في المرحلة المقبلة؟، وكيف ستكون العلاقة الأمريكية الكردية مع بداية العهد الأمريكي الجديد.
ويقول عضو هيئة الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم في تصريح خاص لـ “ملفات سوريا” إن “السياسة الأمريكية هي سياسة مؤسسات واستراتيجيات مرحلية وبعيدة الأمد، واستراتيجيتها لا تتغير بتغيير الرئيس، إلا أن هذا لا يعني أنه ليس هناك هامش يستطيع الرئيس أو المسؤولون التحرك فيه، مثلما فعل الرئيس دونالد ترمب الذي استخدم نفوذه، وجرى التنسيق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومنحه الضوء الأخضر لاجتياح بعض مناطق شمال شرق سوريا في أكتوبر العام الماضي.
وأبدى “مسلم” تفاؤلا بسياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن لصالح شمال شرق سوريا، ودعم تفاؤله بالقول” إن بايدن كان نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وكان موجوداً في السلطة، عندما حدثت أولى اللقاءات بين قسد والتحالف الدولي عام 2014 ومشاركة الأخير في معارك عين العرب (كوباني)، معربا عن أمله بالتخلص من القرارات الفردية التي كانت في حقبة ترامب.
وبخصوص هواجس التهديدات التركية لمناطق شمال شرق سوريا، أشار مسلم أنها “موجودة دائماً، ذلك أن السياسة التركية تتسم بالتهور، ولا يمكن التكهن بقراراتها، وتزداد المخاوف في هذه الفترة التي تسمى بالنسبة للرئيس الأمريكي فترة “البطة العرجاء” في الأيام الأخيرة لحكم الرئيس، فبعض القوى تستغل هذا الفراغ في السلطة الأمريكية، ويحاولون فرض أمر واقع أحياناً وهذا وارد بالنسبة لتركيا.
وأكد القيادي السياسي الكردي أنه “لا أحد يعطينا الضمانات”، مشيراً إلى أنهم يحاولون عبر تجربتهم وعلاقاتهم العمل من أجل مصالح مناطقهم، منوها بوجود الصعوبات التي تواجههم باعتبار :”نتعامل مع قوى كبيرة كأمريكا وروسيا وغيرها، وكل طرف يسعى من أجل مصالحه، فيما تعمل الإدارة الذاتية أيضا من أجل مصالح المنطقة.
في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب “نوري محمود” في تصريح خاص لـ “ملفات سوريا” إن “دعم التحالف الدولي والأمريكي لقوات سوريا الديموقراطية كان ضمن السياسة الاستراتيجية، وما فعله ترامب عبر منح تركيا الضوء الأخضر لاجتياح شمال وشرق سوريا، كان بمثابة خرق لتلك الاستراتيجية.
وأضاف “حتماً سيكون للحكومة الجديدة دور في تخفيف المخاطر على مناطقنا، ولكن مع ذلك لا يمكن القول إنه سيزيل كامل الخطر عن المنطقة، والأمر سيتطلب منا كقوات عسكرية أخذ الحيطة والحذر حيال كافة الاحتمالات.
وأكد أن التحالف الدولي يثق بشكل كلي بقوات سوريا الديمقراطية ويرى فيها القوات الوحيدة التي يمكنها الاعتماد عليها في المنطقة، خاصة بعد أن جربت أمريكا كافة قوى المعارضة السورية والمجموعات التي كانت تدعمها تركيا، والتي كلفت التحالف خسائر كبيرة في تدريبها وتقديم الدعم لها ولكنها لم تستطع أن تصبح قوات منضبطة، يمكن الاعتماد عليها في سوريا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستعيد قوتها في سوريا، ليس حباً أو دفاعاً عن الكرد أو العرب أو قسد، بل لتحقيق مصالحها واستراتيجياتها في المنطقة، والتي يقتضي تحقيقها الاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية باعتبارها أثبتت فعاليتها، كما أن جغرافية شمال وشرق سوريا بالنسبة لأمريكا استراتيجية ومهمة”.
أما عن سبب ازدياد الهجمات من قبل الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، على مناطق عين عيسى وتل تمر وزركان بريفي الحسكة والرقة رغم التواجد الروسي هناك قال محمود، إن تزامن الوجود الروسي والتركي في كل مكان من سوريا إلى ليبيا يشير إلى تنسيق بين الطرفين.
وأضاف وفي الآونة الأخيرة استغلت تركيا وروسيا الفراغ في السلطة الأمريكية أثناء الانتخابات، وعقدوا اتفاقية قره باغ، وفي نفس السياق تبحث تركيا عن هكذا فرص لتوسيع هجماتها وتثبيت الفصائل المسلحة التي تدعمها في شمال شرق سوريا، لذا نلاحظ ازدياد الهجمات على عين عيسى وزركان وتل تمر، حيث تستغل أنقرة هذا الفراغ بتواطؤ روسي لفرض الاستسلام على قواتنا، والخضوع للنظام السوري”.