طلاب الموازي بين قرارات التعليم العالي وعرقلة المصرف العقاري
جوليا العبد (دمشق)
تشهد فروع المصرف العقاري الستة ازدحام خانق هذه الأيام، فإلى جانب السحوبات والإيداعات الاعتيادية، بدأت جامعة دمشق في تحصيل رسوم التسجيل من طلاب التعليم الموازي بكافة فروعه الجامعية، حيث توجه ما يزيد عن 80 ألف طالب نحو فروع المصرف العقاري لتسديد الأقساط في حساب الجامعة ليتسنى لهم التسجيل في العام الدراسي الحالي.
التقت ملفات سوريا بعدد من الطلبة في أحد الفروع، الذين تحدثوا عن استيائهم من تكرار نفس المعاناة كل عام، إذ ينتظر معظم الطلاب ما يقارب أربع ساعات على الأقل في المصرف ليصل دورهم في الدفع، فمجيء العديد منهم منذ ساعات الصباح الباكر لا يقصر في عمر الدور، وقالت لنا ريما وهي طالبة في السنة الثانية في كلية الآداب أن ما شاهدته العام الفائت وهذا العام أثناء التزامها بالدور هو تجاوزات موظفي البنك للدور، وهذا التصرف هو ما يعرقل الإجراءات ويجعل طابور الانتظار يطول ويطول، وحول نفس الموضوع تحدث معاذ طالب الدراسات العليا في كلية التربية أنه ذهب لعدة فروع للمصرف العقاري، وكان الموظفون في كل مرة يصرفون عدداً من الطلبة بحجة الازدحام والإجراءات الاحترازية لكورونا، ويخبرهم بالتوجه نحو فرع آخر مدعين أن الفروع الأخرى أقل ازدحاماً، أو ليأتوا في يوم آخر.
تعمل أمل إلى جانب دراستها في كلية الاقتصاد لتساعد عائلتها ولتستطيع تسديد الرسوم، ولأنها لا تستطيع ترك دوامها ساعات طويلة، وجدت طريقة تنقذ نفسها من إضاعة الوقت في الانتظار بأنها تجبر أختها الصغرى للانتظار بدلاً عنها، وعندما يقترب دورها تتصل بها، بينما لا يهتم سعيد لساعات الانتظار، لكنه مستاء من طريقة التعامل مع طلبة التعليم الموازي، وكأنهم زبائن درجة ثالثة على حد تعبيره، فقد قال له أحد الموظفين متى سينتهي التسجيل ونتخلص منكم.
يقترح الطلاب عدة حلول لإنهاء مشكلة الازدحام وتيسير شؤون المواطنين، منها فتح حساب للجامعة في مصارف أخرى إلى جانب العقاري، فتح نوافذ أكثر وتفريغ كوادر في هذه الفترة من السنة، والاقتراح الذي شدد عليه الطلاب هو تشديد الرقابة على الموظفين بحيث لا يمر عملاء خارج الدور، وحول هذا الموضوع علمت ملفات سوريا أن بين كل طالب وآخر يستطيع العميل أن يدفع 1000 ليرة رشوة لموظفين معروفين ليتجاوز الدور، ويقدر عدد المتسربين من الدور للموظف الواحد 20 عميلاً وسطياً في اليوم، وغالباً ما يتم الأمر أمام أنظار مدير الفرع، والعملاء التي تتردد دورياً على الفروع تعرف تماماً من هم الموظفين الذين لديهم استعداد لمثل هذا السلوك، حيث يقصدون فروعاً دون أخرى، ويقفون على نوافذ محددة.
يعاني طلاب التعليم الموازي في جامعة دمشق عدة صعوبات، إذ أنهم يدفعون مقابل التعليم نفسه الذي يحصل عليه غيرهم مجاناً بسبب تخلفهم بفارق علامات قليل عن أقرانهم، وقد عمدت وزارة التعليم العالي هذا العام على رفع نسبة القبول في التعليم الموازي من 30 % إلى 40 %، وقد حددت الوزارة الرسوم ب ـ200 ألف ليرة للكليات الطبية، و150 ألفاً لكليات الهندسة وأقسامها والفنون الجميلة، و100 ألف ليرة لكليات الهندسة الزراعية والطب البيطري، و60 ألف ليرة لكلية الآداب وأقسامها وكلية الشريعة، و80 ألف ليرة لباقي الكليات من حقوق وتربية وعلوم سياسية، أما كليات العلوم والمعاهد التقانية الملتزمة وطب الأسنان وتعويضات سنية فحددت الرسوم بـ75 ألف ليرة سورية، وللمعاهد التقانية للعلوم السياحة والفندقية والمعهد التقاني للعلوم التطبيقية ومعهد الآثار والمتاحف بـ60 ألف ليرة سورية، ولباقي المعاهد 50 ألف ليرة سورية.