غسان اليوسف لـ”ملفات سوريا”: نطالب بدور أكبر للمكون العربي في دير الزور
حوار جلال سيريس
أكد رئيس المجلس المدني في دير الزور الدكتور غسان اليوسف في حوار لـ”ملفات سوريا” إجماع أبناء دير الزور على المستويات الاجتماعية كافة على إدارة منطقتهم، مشيرا إلى أن تجاوب قسد حتى الآن- مقبول إلى حد ما، لافتا في الوقت ذاته إلى تقديم قسد دورات لتأهيل الشخصيات المحلية.
ولفت اليوسف، إلى أن المنطقة (شرق الفرات)، ماتزال تعاني من اضطرابات أمنية، مطالبا التحالف الدولي وقوات سوريا الديموقراطية بمزيد من الجهود لحفظ الأمن والاستقرار.. فإلى التفاصيل:
تظهر أزمة بين الحين والآخر حول إدارة دير الزور بين “قسد” وأهالي المنطقة.. إلى أين وصلت هذه الإشكالية؟
بعد تحرير المنطقة من “داعش” حصل اتفاق بين “قسد” وأهالي المنطقة يقضي بإدارة أبناء المنطقة لها، الأمر الذي جعلنا نعمل بكل طاقاتنا في المنطقة، وهناك مطالب شعبية من أبناء المنطقة بتوفير إدارة حقيقية من أبناء المنطقة لتوفير إدارة حقيقة مؤلفة من أبناء المنطقة، وهناك دورات مقدمة من “قسد” لإرضاء أهالي المنطقة، وإلى حد ما يتمتع مجلس دير الزور المدني بقدرة كافية على إدارة المنطقة وهو مكون من أبناء المنطقة، وبدورنا ندعو خلال اجتماعاتنا بدور أكبر ومشاركة أوسع المكون العربي في دير الزور لإدارة مناطقهم ومنحهم دورا سياسيا وتنفيذيا، ونلمس بعض التجاوب في هذا السياق، بجهود وجهاء العشائر والمجتمع المدني.
مر عام ونصف العام على نهاية داعش ولا يزال هناك قلق أمني.. من يتحل المسؤولية؟
داعش لم تنته بشكل نهائي من المنطقة، وفي نهاية 2019 وخلال 2020 كان له نشاط كبير في المنطقة بشكل يومي، حيث تنفذ عمليات اغتيال ضد أعضاء الإدارة المدنية والقوات العسكرية ووجهاء المنطقة والفاعلين، فهي تعيد نفوذها بوجود خلايا نشطة، بالرغم من عمليات “قسد” والتحالف الدولي في هذا السياق بشكل مستمر، كما نطالب التحاف وقوات سوريا الديمقراطية ببسط الأمن والاستقرار في دير الزور.
لنتحدث على المستوى السياسي الخارجي.. هل تمانعون مشاركة الائتلاف أو جهات معارضة بالخارج في إدارة المنطقة مستقبلا؟
نحن ندعو لحوار وطني سوري بامتياز يجمع كل السوريين على طاولة الحوار، ويؤدي لحل عادل للقضية السورية، ونؤيد التوافق بين جميع الأطراف من كل الجهات في الداخل والخارج لتوحيد مواقف السوريين، لوقف معاناة السوريين.
ماهي حصة دير الزور من ميزانية الإدارة الذاتية؟
تخصص الإدارة الذاتية مخصصات للمجلس المدني لدير الزور، إلا أنها غير كافية، وذلك يعود لاتساع رقعة المنطقة وعدد سكانها الكبير، ونحن نطالب دوما بزيادة الدعم من قبل الداعمين الدوليين والإدارة الذاتية لتوفير بنية أكثر ملاءمة للاستقرار واستمرار إعادة الإعمار.
منذ فترة بدأت حركة سياسية لتأسيس تجمع سياسي بدير الزور ثم تراجع الأمر.. ما الذي حصل؟
نحن ندعم جميع القوى السياسية المتواجدة على الأرض وجميع أفراد المجتمع المدني لمنحهم دورا مميزا للمشاركة بإدارة دير الزور سياسيا وتنفيذيا، ونطالب توفير دعم حقيقي للتجمعات السياسية من أجل تحقيق التنوع السياسي والمشاركة الجماعية.
هل من مشاريع تنموية حاليا في دير الزور؟
منذ تأسيس الإدارة المدنية في دير الزور عملنا على إعادة الإعمار والتنمية في كافة القطاعات والمجالات الاقتصادية منها والخدمية، وذلك ضمن خطط استراتيجية واضحة، فالحرب المستمرة منذ 10 سنوات دمرت البنى التحتية في المناطق الشرقية وخاصة بدير الزور بنسبة 90%، وضعنا استراتيجية واضحة خلال السنتين الماضيتين تهدف لإعادة ترميم البنية التحتية بالتعاون مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والتحالف الدولي.
وعلى اعتبار أن قطاع الخدمات هو العمود الفقري للقطاعات، أنشأنا أكثر من 50 بلدية ومجلس بلدي في دير الزورتشرف على كافة الأعمال الخدمية بدءا من أعمال النظافة ومرورا بالأعمال اللوجستية المتعلقة بالمدن والبلدات، وعملنا على تعبيد الطرقات في كافة المحاور، حيث توقف العمل في إصلاح هذه الطرقات خلال السنوات الماضية، قمنا مؤخرا بتعبيد بعض الطرق المهمة والرئيسية بالريف الغربي والوسط والشرقي، كما تم إنجاز كم هائل من تعبيد الطرق بالوثائق والصور.
وفيما يتعلق بالمياه، فمن المعلوم أن دير الزور تمتد بحدود 300 كم على خط نهر الفرات، بالإضافة للمناطق باتجاه الخابور، يوجد لدينا 55 محطة مياه، تعمل بنسب متفاوتة من الطاقة الإنتاجية لمياه الشرب، نعمل على إعادة ترميمها، بالإضافة للعمل على دعم قطاع الري والزراعة وأهمها مشروع ري الخابور “الصبحة” الذي يقوم بإيصال مياه الفرات لأكثر من 50 كم من الصبحة باتجاه منطقة الصور التي تبعد حوالي 50 كم عن نهر الفرات، حيث تعرضت هذه القناة للتخريب كليا خلال وجود “داعش”، وقد بذلنا جهدا خلال عامين لترميم القناة ومحطات مياه الشرب الثلاث الرئيسية في المنطقة، حيث أصبحت جاهزة.
ماذا عن القطاع الزراعي ؟
كانت هناك مساهمة من المجلس المدني في إصلاح الجمعيات الزراعية وتوفير الدعم للقطاع الزراعي وفقا للإمكانيات المتاحة، وفي مجال الطاقة الكهربائية قمنا بإيصال الكهرباء من سد الفرات لمحطة الجزرة ومن محطة الجزرة لمحطة الـكيلو متر ومنها إلى محطة الشحيل الرئيسية، حيث غطينا نصف مدينة دير الزور بالكهرباء، ونعمل حاليا على إيصال الكهرباء للفعاليات الحيوية ومحطات الري ومحطات المياه، إلا أننا بحاجة لدعم لإيصال الكهرباء للباغوز.
وفي قطاع التربية أعدنا ترميم عدد كبير من المدارس، حيث يوجد في دير الزور 600 مدرسة وعدد الطلاب 271 ألف طالب في التعليم الأساسي، قمنا بتوفير المقاعد وبعض المناهج التابعة للأمم المتحدة ، ولدينا حوالي 10 آلاف مدرس، بالإضافة للطاقم الإداري، وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، لدينا 7 مشافي، 5 منها تقدم الرعاية الطبية المجانية للأهالي، بالإضافة للمراكز الصحية المنتشرة في دير الزور، بالإضافة لمشفيين قيد التجهيز خلال 3 شهور.