لماذا هاجم ماكرون الإسلام السني وتجاهل الشيعة؟
بتول الحكيم (أسطنبول)
أثار تصريح الرئيس الفرنسي الأخير حول الأزمة التي يعيشها الإسلام في العالم، موجة من الغضب بين علماء الدين كالأزهر في مصر والتي اعتبرها “عنصرية” و”داعمة لخطاب الكراهية”، والسياسيين حيث وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحاته بـ “المستفزة وعديمة الاحترام”.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال يوم الجمعة الماضية إن “الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم، وإن على فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية”، واجه حملة عنيفة من السياسيين والمفكرين ورجال الدين، وحتى عدة هيئات وجمعيات ممثلة للمسلمين داخل فرنسا.
من جهته أكد الباحث في العلوم السياسية “ميشيل كيلو” لـ “ملفات سوريا” أن هناك مشكلة فرنسية داخلية من قلة من المتطرفين الذين يمارسون السياسة، مضيفاً أن حديث “ماكرون” فيه تجاهل واضح لأن العالم بأسره في أزمة عميقة ومعقدة، لافتا إلى احتمال تأجيج التطرف من الجانبين في فرنسا إثر تصريحات “ماكرون”.
وفي السياق قال الباحث “مناف حمد” لـ”ملفات سوريا”: لو استخدم الرئيس الفرنسي عبارة “المسلمون يمرون بأزمة” لكان كلامه قابلا للنقاش، إلا أن هذا الخطاب يحمل في طياته خطابا عدائيا للإسلام، ومحاولة لجعله مقتصرا على تجلياته الأصولية المتطرفة، وهذا مناف لحقيقة الدين الإسلامي.
واستغرب “حمد” من أن “ماكرون” الذي التقى بأعضاء من حزب الله لم يشر لتطرفه وإقصائيته وطموحاته التوسعية، وإنما تحدث عن الدين الإسلامي إجمالا، واصفاً المسلمين السنة بـ “الأصوليين”، وأكد أن هذه التصريحات تنضوي على مخطط أوسع، نفذ “بشار الأسد” جزءا منه حين استهدف العرب السنة بالدرجة الأولى وشرد منهم وقتل الكثير بحجة محاربة “الإرهاب” والتطرف.
وكان “ماكرون” أعلن منذ وصوله للرئاسة عن مخطط للقضاء على أي وجود إسلامي في فرنسا خارج نطاق العبادة المقيدة والمشروطة، وما زالت تصريحاته تثبت أن العلمانية بهذا الشكل لا تقدم منهجا حياديا بل أيديولوجيا تدين بها الدولة مؤسسات وأفرادا، وتحرسها قوة السلاح.