هكذا انقلب “داعش” على القاطرجي
جوليا العبد (دمشق)
أفادت تقارير إخبارية عن قيام مجهولين بنصب حاجز طيار مساء اليوم (الإثنين)، يرتدون لباس قوات الجيش السوري بالقرب من قرية أثريا على طريق حماة –الرقة، وقاموا باحتجاز خمسة صهاريج تابعين لشركة القاطرجي.
يأتي هذا الحدث بعد أنباء عن مهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” للمرة الأولى لعدد من الصهاريج التابعة لشركة القاطرجي في بادية الرقة الجنوبية، وأسفر الهجوم عن قتل عدد من موظفي الشركة المرافقين للصهاريج ومسؤول الحماية الأمنية، وأسر عدد من الموظفين.
وسبق أن عملت شركة القاطرجي وساطة قوية وغير مباشرة بين الدولة السورية وتنظيم “داعش”، كما كانت المنفذ الوحيد للحكومة السورية للحصول على النفط الخام والمحروقات، في ظل أزمة الوقود الخانقة التي تعاني منها مناطق الدولة السورية، وبناءً على هذا أدرج عدد من مالكي الأسهم في شركات القاطرجي على قائمة العقوبات الأمريكية، إلى جانب تشكيل تنظيمات مسلحة موالية للجيش السوري.
ويعرف عن هذه الشركات ومنها “أرفادا البترولية” التي تأسست عام 2018، ويرأسها عضو مجلس الشعب حسام القاطرجي، علاقتها القوية مع وجهاء عشائر المنطقة الشرقية وعلى رأسها مدينة الرقة مسقط رأس حسام القاطرجي، إلى جانب تعاملها مع “داعش” وخاصة ديوان الزكاة التابع لها في دير الزور، والتي تؤمن لصهاريجه الطريق أثناء نقلها للنفط الخام والقمح من حقول الرقة ودير الزور إلى مناطق سيطرة الدولة السورية، مقابل خدمات مالية والحصول المجاني على الوقود والمحروقات.
وأكدت عدة مصادر إعلامية أن صهاريج النفط التابعة لشركة القاطرجي تعبر من ريف الحسكة إلى مناطق الدولة السورية بكل سلاسة وبشكل دوري، وتسلك ناقلات النفط هذه عادة طريقين رئيسيين، الأول باتجاه حمص مروراً بالرصافة جنوبي الرقة وإثريا والسلمية في بادية حماة وصولاً إلى مصفاة حمص، والطريق الثاني باتجاه حلب مروراً بدبسي فرج ومسكنة ودير حافر.
ونجح القاطرجي خلال الفترة الماضية في ضم عدد كبير من المتطوعين الذين تلقوا تدريبات عسكرية، وتوزعوا على مقراته العسكرية في محيط الرقة ودير الزور، ومهتهم الأساسية حماية حقول النفط والفوسفات التي تسيطر عليها الشركات الروسية بموجب اتفاقيات موقعة مع الحكومة السورية.
وأعلنت شركة مصفاة حمص عن دخول شركة إيرانية في عقد جديد غير معلوم القيمة، من أجل التعديل على وحدة التقطير الجوي في المصفاة، وذلك بعد توقيع الحكومة السورية عقداً مع شركة القاطرجي بقيمة 23 مليون دولار لصيانة المصفاة ذاتها بحسب ما ورد في تصريح مدير المصفاة سليمان محمد.
وتضم مجموعة القاطرجي الدولية عدداً كبيراً من الشركات منها الذهب الأبيض، جذور، البوابة الذهبية، آرفادا البترولية وشركة آرمان للإدارة الفندقية والسياحية.