هل بدأت استخبارات الأسد في سوريا تنفيذ تهديداتها لروسيا؟
تنشر هذه المادة بالتعاون مع جريدة “الناس نيوز” الأسترالية الإلكترونية
يدرك أي عاقل أن كل ما يتفوه به أحمد شلاش أو خالد العبود (عضوان بمجلس الشعب لدى النظام ) وأمثالهم كثر، ما هو إلا إملاءات من الأفرع الأمنية المسؤولة والمتقاسمة فيما بينها متابعة وتحريك أعضاء مجلس الشعب والوزراء أيضا.
مؤخرا، أطلق عضو اللجنة الدستورية خالد العبود تهديداً مباشراً ضد موسكو، في منشور طرح نظريات حول احتمالية تخلي الروس عن رئيس النظام بشار الأسد، مؤكداً في ختامه أن الأخير قادر على الوقوف في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “سراً وعلانية” وقادر على “حرق الأرض تحت الروس في حال فكروا بالتخلي عن الأسد”.
ولعل الروس تلقوا الرسائل وامتنعوا عن المشاركة في إطفاء الحرائق في المناطق المجاروة والقريبة من قاعدة حميميم، رغم وجود الطائرة “بي 200” في القاعدة الروسية، والتي تعتبر رائدة في إطفاء الحرائق حيث ساهمت بإخماد حرائق دول مجاورة مثل تركيا وإسرائيل.
ولعل حرائق الساحل أتت كترجمة حقيقية لما كتبه العبود قبل وقوعها، حيث كتب: “ماذا لو أنّ الرئيس الأسد أغرق بوتين في حريق طويل في جبال اللاذقية؟!! ماذا لو أنّه جرّه إلى حربٍ سرّية لم تخطر في باله؟!! ماذا لو أنّ الاستخبارات السوريّة فخّخت هذه الجبال بعشرات الآلاف من المقاتلين الذين رفعوا شعار المقاومة للاحتلال الروسيّ”، ومن بين تلك التساؤلات التي طرحها العبود تبدو هذه الجملة الأكثر جدية: “ماذا لو خرج الرئيس الأسد على الشعب السوريّ، ليقول له إنّ بوتين يمارس دور المحتلّ لبلادنا، وما على السوريين إلا مواجهة هذا المحتل”.
وجاء منشور العبود بعد يومين على تأكيد موقع “ميدل إيست مونيتور” أن مجلس الشؤون الدولية الروسي (RIAC)، يتوقع وصول الدول الثلاث روسيا وتركيا وإيران إلى اتفاق معني بالإطاحة ببشار الأسد، وتشكيل حكومة انتقالية تضم كافة الأطراف المتنازعة في المنطقة.
وبحسب الموقع فإن “منظمة روسية تتبع الأجهزة الأمنية الروسية ومكتب الرئيس بوتين، أجرت استطلاعاً للرأي في سوريا، حول رغبة الشعب في بقاء الأسد رئيساً على الدولة، وهذه رسالة سياسية واضحة، وأن الشعب السوري سيقرر من سيبقى في السلطة. وحماية الأسد أصبحت عبئاً على روسيا، وهناك مساعٍ روسية جدية بخصوص إجراء تغييرات في سوريا، لأن هناك تخوفا روسيا من جرها نحو السيناريو الأفغاني بسبب دعم الأسد، وأن الأخير لم يعد بإمكانه قيادة البلاد”.
وفي متابعة لجريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية لتطورات الامور حيث قال العبود وهو من الطائفة السنّية في منشور له مدافعاً عن رئيسه “لم يكن الأسد بحاجة لبوتين كي يدافع عنه أمام أداة الفوضى، أو في هزيمة الإرهاب الذي غزا سوريا، ولو أنّ شيئاً من هذا القبيل قيل في أكثر من إطلالة للرئيس الأسد ذاته، لكنّ جوهر الحاجة لـبوتين تكمن في أنّ الرئيس الأسد كان يدرك تماماً أنّ هزيمته المؤكّدة لأداة الفوضى، سوف تمنح الأطراف الرئيسيّة للعدوان إمكانية تطوير شكل العدوان عليه، من خلال دخول هذه الأطراف المباشر على خطّ المواجهة، وتحديداً دخول الولايات المتحدة… لكنّ الرئيس الأسد لم يقدم على هذا الأمر إلا بعد أن أعدّ العدّة جيّداً لخارطة حضور حلفائه التقليديين، ونعني بهم (حزب الله) وإيران، والعمل على تثبيت قواعد خرائط ميدانيّة شكّلت بنية تحتيّة رئيسيّة لصدّ العدوان ذاته”.
وأضاف رجل نظام الأسد خالد العبود “لقد قيّد الرئيس الأسد الوجود الروسيّ في سوريا، بفضل معادلة سياسيّة طالما أكدنا لكم عليها، وهي: (امنع عن عدوك ما يريد.. ..وامنح حليفك ما تريد!!). تذكّروا جيّداً هذه المعادلة السياسيّة، فبفضلها أدار الرئيس الأسد معركته بكفاءة عالية جدّاً، وعلى أساسها خطف النصر من حلق أعدائه ورضى حلفائه! وعلى ذلك، لم يعد بمقدور بوتين أن يمليَ شيئاً على الرئيس الأسد”، على حد وصفه.
وبعد أن سرد العبود فرضيات عديدة حول قوة الأسد، أطلق تهديدات واضحة لموسكو، عبر عدة أسئلة، تقدم بعضها هنا جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية حيث كتب يقول “ماذا لو أنّ الرئيس الأسد غضب من بوتين في سوريا؟!. -ماذا لو أنّه شعر أنّ بوتين يريد أن يفرض عليه خارطة طريق لا تتناسب مع مصالحه؟! ماذا لو أنّ خلافاً دبّ بين الرئيس الأسد وبوتين في سوريا، وتناقضت مصالح الطرفين؟! ماذا لو أنّ الرئيس الأسد اليوم شعر بأنّ بوتين يعمل عكس مصالحه في سوريا؟! ماذا لو حصل ذلك، وماذا يمكن أن يحصل لبوتين في سوريا؟”.
وكان الكاتب والنائب من الطائفة العلوية في مجلس الشعب نبيل صالح قد شبّه زميله خالد العبود بالفرزدق الذي زعم أنه سيقتل مربَعاً، في إشارة من صالح إلى أن خالد العبود يهدد الرئيس الروسي بوتين في مقالتين متتاليتين على حسابه على فيسبوك.
وفي مقالة ثانية نشرها على حسابه الرسمي على فيسبوك جدد العبود هجومه وانتقاده لروسيا، مؤكداً أنه لا فضل لروسيا وبوتين على سوريا ولا على الرئيس الأسد، وأن بإمكان الأسد أن يغضب من بوتين. معتَبراً أن استعمال روسيا للفيتو أكثر من 10 مرات في مجلس الأمن لم يكن دفاعاً عن سوريا، وإنّما هو دفاع عن مصالح روسيا في سوريا والمنطقة.