ملفات سوريا (فريق التحرير)
شهد العام الفائت 2021 خطوات تطبيع عربية مع دمشق، كان أبرزها الاتصال الهاتفي بين الملك الأردني عبد الله الثاني وبشار الأسد، وزيارة وزير الخارجية الإماراتي لسوريا ولقائه بالأسد، فضلا عن دعوات أطلقتها الجزائر والعراق لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، والكشف عن موافقة أميركية لإمداد لبنان بالغاز من مصر عن طريق سوريا، لكن صرح المسؤولون الأميركيون في أكثر من مناسبة أن إعادة تعويم الأسد أمر مستبعد.
مطلع العام الحالي أرسل رؤساء لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، وأعضاء بارزون في اللجنتين رسالة إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، يطالبون فيها باستعادة “القيادة الأميركية” بشأن الأزمة في سوريا، وطلب المرسلون من بايدن “رفض إعادة دمج نظام الأسد في المجتمع الدولي” من دون إصلاحات واضحة للشعب السوري.
وقال المشرعون في الرسالة إنهم “قلقون من أن عددا من شركائنا العرب يواصلون زيادة علاقاتهم الرسمية وغير الرسمية مع نظام الأسد، بما في ذلك إنشاء مواقع دبلوماسية ومبادرات دبلوماسية علنية”.
وطالب المشرعون الإدارة بـ “النظر في العواقب المترتبة على أي دولة تسعى إلى إعادة تأهيل نظام الأسد، والتأكد من أن جميع الدول تدرك أن التطبيع، أو عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية أمر غير مقبول”.
وأضاف المشرعون قولهم: “تشكل الموافقة الضمنية على التعامل الدبلوماسي الرسمي مع النظام السوري سابقة خطيرة للمستبدين الذين يسعون إلى ارتكاب جرائم مماثلة ضد الإنسانية”.
وخلص المشرعون إلى أنه “من المهم للغاية أن تتوافق السياسة الأميركية في سوريا مع القيم الأميركية”، وأضافوا “لقد وعد الوزير بلينكن أنه عندما يكون جو بايدن رئيسا، سنعيد قيادة الولايات المتحدة في القضايا الإنسانية”.
وتابعت الرسالة أنه “في حين أن إدارتكم قد ضمنت تجديد تفويض الأمم المتحدة لتسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود وتوسيع دعم الاستقرار في المناطق المحررة من تنظيم الدولة الإسلامية، فإن هذه الجهود تعالج فقط أعراض الصراع الأساسي وستفشل في نهاية المطاف لحل الصراع الدائم في سوريا ولإنهاء الحرب الأهلية هناك”.
الخارجية تجدد رفضها لإعادة تأهيل الأسد
من جهته قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن “لا تدعم جهود إعادة تأهيل بشار الأسد”، مضيفا أن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، كان قد أكد في تصريحات إعلامية أن الولايات المتحدة “لا تدعم جهود إعادة تأهيل الأسد”.
الإعلام الأميركي يكشف موقف إدارة بايدن
مجلة “فورين بوليسي” نشرت تقريرا تحليليا بشأن العقوبات الأمريكية على دمشق تحدث عن الأخطاء الاستراتيجية بتنفيذ هذه العقوبات، إضافة إلى الخلاف الكبير الذي نشأ بين الخبراء بسببها، ويكشف التقرير الذي جاء بعنوان “العقوبات العبثية على سوريا”، الخلاف حول العقوبات المطروحة على سوريا “قانون قيصر” إذ ترى مجموعة من الخبراء أن تخفيف العقوبات على سوريا للحد من تدفق اللاجئين السوريين، سيكون تحقيقاً واستسلاماً لرغبات روسيا والأسد، الذي لم يرضخ بعد لأي من مطالب المجتمع الدولي التي تضمّنها القرار “2254” الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
بينما يرى آخرون أن بقاء الأسد في السلطة إلى الآن وتشبثه بها، وعدم قدرة المعارضة على إسقاطه، يجعل من هذه العقوبات عديمة الجدوى، ويتطلب من إدارة بايدن والولايات المتحدة إجراءات جديدة وسياسة فعالة أكثر، لتحقيق العقوبات غايتها، والتخفيف على السوريين الضائقة الاقتصادية.
كما ذكرت المجلة أن إدارة الرئيس بايدن لها استراتيجية في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بالرغم من نفي العديد من المحللين الغربيين لذلك، وأضافت: “أن بايدن لديه استراتيجية للشرق الأوسط نابعة عن دراسة معمقة للواقع من قبل أعضاء إدارته”، واصفة استراتيجية بايدن في الشرق الأوسط بأنها “براغماتية صارمة”، مشيرة إلى أن كلا من نشطاء حقوق الإنسان والصقور يعارضونها وينتقدونها.
وأوضحت المجلة أن البراغماتية الصارمة في استراتيجية بايدن تظهر بوضوح في سوريا واليمن، حيث أن سياسة واشنطن متقلبة ومتذبذبة بحسب مصالحها في هاتين البلدين.