قائد تجمع الضباط الأحرار يكشف لـ”ملفات سوريا”: دور مناف طلاس المقبل.. وتفاهمات أمريكية روسية
حاوره جلال سيريس
أكد العميد الركن طلال فرزات قائد تجمع الضباط الأحرار في حوار مع “ملفات سوريا” أن العميد المنشق مناف طلاس، الشخص الوحيد القادر على طرد الميليشيات الإيرانية من سوريا، مشيرا إلى أن أغلبية التجمع ينادي بتولي مناف لقيادته وتشكيل مجلس عسكري انتقالي من طرفي المعارضة والنظام.
وقال فرزات؛ إن المجلس العسكري الانتقالي بقيادة مناف طلاس محط إجماع من قبل التجمع، وسيكون السلطة العليا في سوريا، وهو الجهة الوحيدة القادرة على تطبيق قرار مجلس الأمن 2254.
إلى تفاصيل الحوار:
هل هناك مقر وكيان واضح لتجمع الضباط الأحرار؟
التجمع يضم كافة الضباط بمختلف الرتب والاختصاصات من الضباط المنشقين في الداخل السوري والخارج، تم تأسيسه بالشهر التاسع من عام 2012، في مدينة الرستن وانتسب له كافة الضباط الأحرار، ووصل عددهم حينها إلى 200 ضابط، وفي عام 2016 تم إعادة هيكلته ووصل عدد الضباط إلى 300، وتم اختياري لأكون قائداً لهذا التجمع، والآن التجمع يضم 450 ضابطاً.
ما هي التوجهات والخطوط العامة للتجمع فالكثير لا يعرف عنه إلا القليل؟
مبادئ التجمع من مبادئ الثورة السورية، وهو حريص على صون والحفاظ على مبادئ الثورة، ولن نسمح لأي جهة سورية (الائتلاف.. هيئة التفاوض)، أو غيرها الانفراد بقرار الثورة ولا حتى الدول، نحن مع كرامة وحرية الإنسان السوري، وعودة اللاجئين بكرامة والعيش المشترك، وهيكلة الجيش والأمن بشكل صحيح وبناء سوريا بشكل سليم.
ما علاقة العميد مناف طلاس بهذا التجمع؟
هناك إجماع من التجمع على تولي العميد مناف طلاس قيادة المجلس العسكري الانتقالي، وهذا مطلب العديد من الضباط، كونه يحظى بتأييد معظمهم وهناك الكثير من الأصوات التي بدأت تعلو بسبب عودة طرح اسم العميد مناف وخصوصاً بعد زيارته الأخيرة إلى روسيا.
زيارة مناف طلاس إلى روسيا تمت وكانت سرية ولم يطلع أحد عليها، وسربتها بعض المواقع الإعلامية وهذا وقع بالفعل والتقى بقيادات روسية.
البعض شكك بزيارة مناف طلاس إلى روسيا، وأنَّ الزيارة الحقيقية جرت عام 2015.؟
صحيح، هناك الكثيرون يقولون ذلك، ولكني أؤكد لك أنَّ الزيارة تمت وكانت سرية ولم يطلع أحد عليها، وسربتها بعض المواقع الإعلامية وهذا وقع بالفعل والتقى بقيادات روسية.
هل هناك سعي جدي لإنشاء مجلس عسكري انتقالي موازٍ لمجلس سياسي انتقالي؟
بالطبع.. المجلس العسكري سيكون جنباً إلى جنب مع حكم انتقالي وطني مؤلف من النظام والمعارضة، يقود البلد لفترة معينة حتى يستتب الأمن، ويخلق بيئة سليمة وآمنة لكل السوريين حتى تتمكن الأحزاب من القيام بدورها وطرح خططها ومشاريعها، وبعد ذلك يتم إجراء انتخابات برلمانية ومن ثمَّ اختيار رئيس لسوريا، ومن بعدها يعود الجنود لمعسكراتهم، وتعود سوريا للحالة الطبيعية، فالسلطة مدنية، والجيش وظيفته حماية الحدود فقط ومؤسسات الدولة، فمن اللحظة الأولى لتطبيق الانتقال السياسي سيكون المجلس العسكري على الحياد من كل الأطراف السياسية.
هذا يعني أن الحل من وجهة نظر التجمع عبر مجلس عسكري بقيادة مناف وليس عبر اللجنة الدستورية؟
هذا ما نسعى إليه.. مجلس عسكري يكون الضمانة الحقيقية لتنفيذ القرار الأممي (2254).
هل لديكم مشكلة بوجود ضباط من النظام داخل المجلس العسكري القادم؟
بالتأكيد، لا يمكن أن يكون المجلس العسكري صحيحاً إلا بوجود ضباط من النظام، على ألا يكون من بينهم من تلوثت يديه بدماء الشعب السوري وهذا ينطبق على الطرفين (المعارضة – النظام)، وفي هذا الإطار من الطبيعي ألا يكون هناك ضباط عسكريون قادوا تشكيلات عسكرية، لتدمير المناطق السورية، فالمجلس سيكون هو الأعلى والذي يعطي تعليمات لكل التشكيلات أن تفرض سيطرتها على كامل الأراضي السورية.
العميد مناف محسوب على المعارضة.. هل لا يزال يملك ثقلاً داخل التشكيلات العسكرية؟
مناف طلاس لديه وضع خاص يختلف عن باقي الضباط المنشقين، هو كان على علاقة ممتازة مع بشار الأسد، كان يلتقي معه يومياً، ولديه معلومات كافية عن النظام الأمني في سوريا، وهذا النظام الأمني لا يمكن لضابط أن يتعامل معه بالشكل السليم، إلا مناف طلاس لأنه كان مقرب من جميع الضباط سواء المنشقين أو الذين لا يزالون في أماكنهم، وهناك الكثيرون الذين ينادون بعودة مناف طلاس، وترأسه لمجلس عسكري.
لا يمكن أن يكون المجلس العسكري صحيحاً إلا بوجود ضباط من النظام، على ألا يكون من بينهم من تلوثت يديه بدماء الشعب السوري وهذا ينطبق على الطرفين (المعارضة – النظام)
من أين تحصلون على الدعم المالي؟
لا يوجد هناك أي مورد مادي لأي ضابط داخل هذا التجمع، وهذا معروف تماماً، كانت توجيهات مناف طلاس صارمة برفض أي أموال تأتي من أي جهة، كونه يعلم تماماً أنَّ المال سيكون خراباً علينا، كما حدث مع السياسيين.
ما هي نظرتكم لمستقبل سوريا في ظل التواجد الروسي الأمريكي الإيراني؟
أعتقد أنَّ روسيا هي الوحيدة التي ستبقى في سوريا، وعندي اطلاع أنَّ هناك تفاهما أمريكيا روسيا بضرورة مغادرة الجيش الأمريكي لسوريا، كما أنَّ لروسيا دورا كبيرا في إتمام المرحلة الانتقالية وإتمامها بشكل ناجح وسليم وبناء دولة قوية، أما إيران، فلا يمكن لأي شخص إخراجها من سوريا إلا مناف طلاس من خلال المطالبه بقرار أممي؛ لأن إيران هي التي حاولت من اليوم الاول للثورة قلها بمهدها وساندت الأسد وسببت بقتل كثير من السوريين الأبرياء من خلال اذرعها المتواجدة في سوريا من حزب الله إلى الزينبيون… إلخ، هم من قتلوا الشعب السوري فلا يمكن التفاوض معهم.
ذكرت أنَّ هناك توافقا على انسحاب الجيش الأمريكي فور تطبيق 2254، ماذا عن الأكراد؟
صحيح تماماً، سوريا ستبقى واحدة موحدة بأرضها وشعبها، بدون اقتطاع أي جزء منها، والعمل المقبل في سوريا سيكون على أساس المواطنة، لجميع فئات الشعب السوري، أي أنك عندما تضمن حق الفرد، لن تطالبك القوميات الموجودة على الأراضي السورية باقتسام جزء من الأرض.