سوريا وتركيا مصير واحد على صفائح الزلازل
تسبب الزلزال وارتداداته الذي هز جنوب وسط تركيا ووصل تأثيره إلى محافظات سورية عدة في سقوط ما لا يقل عن 5894 قتيلا و34 ألفا و810 مصابا في عدد من الولايات التركية، إلى جانب مقتل 812 شخصاً وإصابة 1449 آخرين في مناطق سيطرة النظام في محافظات حلب، اللاذقية، حماه، ريف إدلب، طرطوس، وأكثر من 1120 حالة وفاة وأكثر من 2500 مصاب في شمال غربي سوريا.
ووصلت قوة الزلزال الذي ضرب المنطقة فجر يوم الإثنين، 7.8 درجات على مقياس ريختر، على عمق حوالي 18 كيلومترا، مما تسبب في أضرار جسيمة للمباني على سطح الأرض.
ما يثر في هذا الزلزال أنه تسبب بصدعٍ بطول 100 كيلومتر بين الصفيحتين الأناضولية المتواجدة في تركيا والعربية التي تبدأ شمالي سوريا، بعمق 18 كيلومتر على فالق شرق الأناضول.
هذا الفالق الذي تسبب به الزلزال أدى إلى دمار كبير في المباني السكنية والبنية التحتية في الدولتين (سوريا وتركيا)، حيث وصل عدد الأبنية المنهارة بشكل كلي في شمال غربي سوريا أكثر من 375 بناء، والأبنية المنهارة بشكل جزئي أكثر من 1200 بناء، وتصدعت آلاف الأبنية الأخرى.
أما في تركيا فقد أعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، اليوم الثلاثاء، أن عدد الأبنية المهدّمة جراء الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد أمس بلغ 5 آلاف و775.
ومن جانبه كتب المختص في علم الزلازل ستيفن هيكس “وقع الزلزال بالقرب من الحدود السورية، في منطقة تتمتع بكثافة سكانية عالية”.
وأضاف هيكس أنه طبقا للأخبار والصور المبدئية، فمن الواضح أن الزلزال سيسجل بوصفه واحدا من أكبر الزلازل التي حدثت في منطقة سكنية في تاريخ الكرة الأرضية.
وقال رئيس المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين، كارلو دوغليوني، إلى صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية عن الزلزال، إنه يعتقد أن الصفيحة الأناضولية، حيث يقع خط الصدع، “تحركت ثلاثة أمتار على الأقل في الاتجاه الشمالي الشرقي والجنوب الغربي مقارنة بالصفيحة العربية”، لافتاً الانتباه إلى حقيقة أن هذه الحركة حدثت في 30- 40 ثانية.
وأكد العالم الإيطالي أن النشاط الزلزالي كان مرتفعا للغاية في المنطقة عبر التاريخ، “ويبدو الأمر كما لو أن تركيا قد تحركت من مكانها”.