اقتتال بين فصائل المعارضة صراع نفوذ ووجود
ملفات سوريا (متابعات)
دون سابق إنذار اندلعت المواجهات بين “الفيلق الثالث” في “الجيش الوطني”، وفرقة “الحمزة” المعروفة محلياً بـ”الحمزات” التابعة للفيلق الثاني، بعد أن أعلنت الإدارة الأمنية لـ”الفيلق الثالث” والذي تعتبر “الجبهة الشامية” المكون الرئيسي له، تورط عناصر من أمنيي “الحمزة”، باغتيال الناشط محمد عبد اللطيف أبو غنوم، وزوجته يوم الجمعة الفائت.
دخلت “الفرقة 32” (القطاع الشرقي في حركة أحرار الشام) على خط المواجهة لمؤازرة فرقة الحمزة وهيئة تحرير الشام، في نقض لاتفاق حزيران الماضي، وسيطرت الفرقة 32 وفرقة الحمزات على مقر للفيلق الثالث في تل بطّال بريف حلب الشرقي، وأسرت خمسة عناصر من الفيلق الثالث.
في هذه الأثناء لا تزال تركيا تقف على الحياد أمام ما يجري في مناطق تخضع عملياً لسيطرتها، وبين فصائل تخضع لها بشكل أو بآخر، ما يدفع للتساؤل حول هذا الصمت التركي.
حتى الآن لا يبدو أن هناك وعي كافي لدى الفصائل الصغيرة كـ”الحمزات” و”العمشات” وغيرها، أما الوعي الموجود لدى الفصيلين الأكبر “الفيلق الثالث” و”هيئة تحرير الشام”، هو وعي ذاتي فقط وليس موضوعيًا بمعنى أن كل جهة منهما تتعامل مع ما يجري على أنه فرصة لحسم الأرض والميدان والسيطرة لصالحه، لمن لا تقرأ كل منهما قوة وخطورة الطرف الآخر، حيث يخطئ “الفيلق الثالث”، إذا اعتقد أن الأمور ستكون ميسّرة له، كما تخطئ “الهيئة”، إذا اعتقدت ذلك لأنها تظن أن لديها أدوات تساعدها في الشمال.
لكن “الهيئة”، ليس لديها ما تخسره وما هو قادم مكاسب بالنسبة لها حيث أن “الفيلق الثالث” في وضع خطر لأنه في موقع دفاع، وهذا الصراع يتوقف على التدخل والقرار التركيين.