مجتمع

العام الدراسي بين الكورونا والعبء المادي

جوليا العبد (دمشق)
انتهى الأسبوع الأول من افتتاح العام الدراسي في سوريا، وقد شهد عدة ملاسنات بين وزير التربية الجديد د. دارم طباع وعميد كلية الطب البشري السابق د. نبوغ العوا، حول اقتراح الأخير بعدم إرسال االطلاب من الحلقة الأولى للتعليم الأساسي لمدة أسبوعين، وذلك بسبب ما يشكله من خطورة في ارتفاع نسبة الإصابة بوباء كورونا، إلى جانب تخوف الكثير من الأهالي من هذا الأمر.
انتشر غضب الأهالي من عدة محافظات سورية على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بسبب رداءة الكتب المدرسية الموزعة على الطلاب، والازدحام في الصف الواحد، وهي الصورة المعاكسة لما نشره الإعلام الرسمي خلال تغطية زيارة الوزير وأعضاء الحزب إلى عدد من المدارس، وحول هذا الأمر يتحدث لؤي وهو من أبناء دمشق عن صف ابنه الذي يحتوي على 47 طالبا، والرقم قابل إلى الزيادة خلال الأسبوع الثاني من الدوام وسط إهمال من الكادر التدريسي في تنظيم المقاعد وجلوس الأطفال، كذلك كان حال إيمان وهي من سكان مدينة اللاذقية فتقول: أرسلت أطفالي إلى المدرسة وزودتهم بالكمامة والكحول، ووثقنا بقرارات الحكومة وتعهدات وزير التربية وتوجيهاته، لكن فعلياً لا توجد أية احتياطات في المدرسة كما وعد وزير التربية، بل بالعكس الفوضى والأوساخ والازدحام يعم الصفوف والباحات.
يضاف إلى جانب كورونا والتخوف من انتشار الوباء، تكلفة اللباس المدرسي ومستلزمات العام الجديد، والذي أصبح عبئاً على العديد من الأهالي، وهو عبء مضاف إلى الأعباء المعيشية الأخرى، أم علي وهي جدة لثلاثة أطفال أيتام في سن المدرسة من الحلقة الأولى للتعليم الأساسي، وتقوم برعايتهم تقول: لم أرسل الأطفال بسبب الخوف من وباء كورونا، فالمرض قضاء من الله، لكن بسبب عدم القدرة على تأمين المستلزمات المدرسية، لولا أهل الخير وتأمين اللباس المدرسي والحقائب سيكون من الصعب توجه أحفادي هذا العام للالتحاق بالمدرسة، وأنا أنتظر استكمال المسلتزمات من الدفاتر والقرطاسية.
ووجهت وزارة التربية في السابق وفي الوقت الحالي عدة توجيهات حول مراعاة الوضع الاقتصادي للأهالي، وعدم التشدد في المطالبات المادية التي تحدد اللباس المدرسي والمسلتزمات، إلا أن الواقع يتحدث على عكس هذه التوجيهات، فعلى الرغم من إلغاء مادة الفتوة وإحالة مدربيها في المدارس إلى وظائف إدارية إلا أن الذهنية العسكرية مازالت مسيطرة، وتتم إيقاع العقوبة أو الإساءة اللفظية للطلاب والطالبات في المدارس حول ضرورة الالتزام باللباس الموحد، وإحضار كل طفل كحول طبي وكمامة يرتفع سعرها يوماً بعد يوم مع ازدياد الطلب.
وتقدر تكلفة تجهيز الطالب حسب أسعار السوق اليوم في دمشق في الحد الأدنى بين 25 ألف و75 ألفاً تقريباً، ومع تزايد الأزمات المعيشية اليومية التي تتعرض لها العائلة السورية فإن الكثير من الطلاب لن يستطيعوا مجاراة متطلبات المدرسة، للحصول على تعليم لائق، بالإضافة إلى الضغوط النفسية والصحية الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى