مجتمع

جنود سوريون “يتواسطون فيس بوك” للوصول للأسد

جوليا العبد (دمشق)

تكثر نداءات الاستغاثة عبر صفحات السوشال ميديا للرئيس الأسد، وخاصة من قبل العساكر أو عائلاتهم، إذ إنهم يجدون في هذا الفضاء الأزرق مكاناً مفتوحاً قد يوصل صوتهم إلى رئيسهم عله يصغي إلى مصابهم ومشاكلهم، وهم الذين دافعوا عنه، وخسروا أعواماً من حياتهم دفاعاً عنه.

جنود تعرضوا لإصابات جسدية خلال الحرب، أثناء خدمتهم لصالح الجيش، يجدون أنفسهم بلا دخل أو تعويض أو حتى مساندة صحية أو نفسية من قبل مؤسسة الجيش ومؤسسات الدولة، يدخلون حالة من اليأس، فقد توجهوا لعدة قيادات وعدة جمعيات ولا معين أمامهم.

تكثر المنشورات والفيديوهات التي تبدأ بعبارة “برسم سيادة الدكتور بشار الأسد”، ويعلق البعض على أن هذه المناشدة والوساطة التي يستخدمها المواطنون والجنود ليست ذات أهمية، فالرئيس لن يبحث عمن يناشده ويحل أمور الناس عبر الفيس بوك، وينفذ هذه الطلبات لأنه مشغول.

في منشور على الفيس بوك يكتب صالح عباس: برسم سيادة الدكتور بشار حافظ الأسد… أنا الشهيد الحي صالح حسن العباس… أتقاضى حتى الآن راتب وقدره 25 ألف وزوجتي لا تعمل وليس لنا مردود آخر غير هذا الراتب فكيف لي أن أطعم وألبس أولادي في ظل هذا الغلاء الفاحش… ويضيف أنه على ثقة بحكمة القائد وزوجته ليجدوا له حلا أو مخرجاً ليستطيع أن يعيش بكرامة. وفي منشور آخر يضع مساعد أول في الجيش لديه ابتنان تعانيان من وضع صحي خاص مناشداً القيادة والمسؤولين المساعدة في إجراء عملية جراحية مكلفة جداً. ونشر منذ أشهر أخ الجندي يزن سلطاني منشوراً يناشد الرئيس فيه للإفراج عن أخيه بعد اعتقاله على خلفية تسريب فيديوهات يعترف فيها يزن بحبه لزين بشار الأسد.

مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبشار الأسد (رصد)

وتكثر المنشورات والفيديوهات التي تبدأ بعبارة “برسم سيادة الدكتور بشار الأسد”، ويعلق البعض على أن هذه المناشدة والوساطة التي يستخدمها المواطنون والجنود ليست ذات أهمية، فالرئيس لن يبحث عمن يناشده ويحل أمور الناس عبر الفيس بوك، وينفذ هذه الطلبات لأنه مشغول.

من جهة أخرى انتشر فيديو على صفحة “معاً للمطالبة بحق العسكري” على الفيس بوك لعسكري يريد أن يوصل رسالة للرئيس بشار الأسد عبر قنوات التواصل الاجتماعي كما ذكر، وذلك للنظر في أمر العساكر الذين تجاوز الاحتفاظ بهم عدة سنوات، وهم اليوم يشعرون بالتعب ولا يستطيعون التقدم في حياتهم، كما طالبت الصفحة الضباط القادة من المناطق التي انتشرت الحرائق فيها بإجازة محدودة لا تزيد عن يومين بغرض زيارة أهلهم ومواساتهم في مصابهم، لكن الضباط المسؤولين عنهم رفضوا، وذلك أن العسكري لا يستطيع أخذ إجازة إلا إذا دفع مقابلها للمسؤول عنه أو قدم خدمة له.
وخلال الشهر الماضي كتب ملازم من الجيش السوري منشوراً ينتقد فيه المؤسسة العسكرية وما تقدمه لهم من طعام، فتعرض بعدها لعقوبة قاسية كما ذكر مقربون منه.

تستنجد هذه الأصوات وتتجرأ على مخاطبة الرئيس افتراضياً، لكن يوجد في فضاء الواقع الذين حاولوا إيصال مشاكلهم بشكل مباشر ولم ينجح الأمر

تستنجد هذه الأصوات وتتجرأ على مخاطبة الرئيس افتراضياً، لكن يوجد في فضاء الواقع الذين حاولوا إيصال مشاكلهم بشكل مباشر ولم ينجح الأمر، ومنهم عدنان (اسم مستعار) وهو المجند الذي تعرض لفقدان حاسة السمع جزئياً وأضرار داخلية ونفسية، نتيجة سقوط صاروخ من إحدى الطائرات منذ أكثر من عامين على نقطة خدمته في بادية تدمر، ويقول لملفات سوريا: رغم أنني أصبت بنيران صديقة ونتيجة خطأ عسكري، وشاهدت أصدقائي يموتون وتبعثرت أشلاؤهم أمامي، وقد أقر تقرير الطبيب في مشفى تشرين العسكري بحجم إصابتي الذي بلغ 60 بالمئة، كان من الصعب جداً دون وجود واسطة أن أحصل على التسريح، وكوني لا أملك واسطة وضاقت بي الدنيا توجهت إلى القصر الجمهوري طلبت من الحرس إيصال شكواي، لكنهم هزؤوا بي، أحدهم تعاطف معي فأعطاني عنوان ضابط في القوى الجوية الذي ساعدني في قرار تسريحي، لكنني الآن معطوب ومسرح، ولا يوجد جهة في الدولة أو القطاع الخاص تقبل بتشغيلي.

مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبشار الأسد (رصد)

وعلى الرغم أن العديد من مشاريع الدولة التنموية والقرارات الحكومية تصدر على أساس إعلاتها للعساكر الجرحى وذوي من قتلوا في الساحات القتالية من جنود الجيش، فإن القليل يصل لأيدي هؤلاء، بل تتم المتجارة باسمهم ومعاناتهم، وهي ككثير من القرارات تتعرض للسرقة والفساد لصالح أصحاب المناصب والمتنفذين على حد قول بعض العساكر المسرحين صحياً نتيجة إصاباتهم.

مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبشار الأسد (رصد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى