مجتمع

انقسام علوي حول تبرعات رامي..والساحل يغلي

جوليا العبد (دمشق)

انضم رجل الأعمال السوري رامي مخلوف إلى قافلة المتبرعين للأهالي “العلويين” المتضررين في الساحل السوري، وذلك بعد موجة الحرائق التي التهمت الأخضر واليابس في ريف الساحل السوري.

وأعلن عبر صفحته على الفيس بوك تعاطفه مع المتضررين وتبرعه بمبلغ 7 مليار ليرة سورية من أرباح شركة “سيريتيل”، سيتم توزيعها على المتضررين بعد حصوله عليها، وقد حمَّل مؤسسة الاتصالات المسؤولية الكاملة عن حرمان الأهالي من هذا الدعم المالي والذين هم بأمس الحاجة له على حد تعبيره، في حال التأخير أو الامتناع عن الإفراج عن هذه الأموال بوصفها (وزارة الاتصالات) الحارس القضائي لهذه الأموال.

وأثار البوست السابق الكثير من التعليقات، منها ما حمل مشاعر الامتنان والمديح، ومنها لم يخرج عن إطار السخرية، وقد وصفه العديد من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي بفاعل الخير وصاحب اليد البيضاء الذي تعودوا دائماً على مساندته للمحتاجين خاصةً من أبناء المناطق العلوية في الساحل السوري عبر جمعيته الخيرية البستان، ومنهم ما طالبه بالعودة كونه على حسب قولهم كان عمود مهم في الاقتصاد السوري والذي دمر بعد رحيله وكف يده، الكثير لم يشكك في نية مخلوف التبرع بأمواله وطالبه بالإشراف على توزيعها عبر كوادرها مبرزين عدم ثقتهم في وزارت الدولة وموظفيها.

لكن كانت هناك أصوات أخرى ارتفعت في استهزاء حول تبرعه من كيس فارغ، وذلك بسبب حجز الدولة على أمواله وعدم امتلاكه الكثير من أصول الشركات وسيرتيل منها، وقد جاءت أغلب التعليقات عدائية ولائمة بشكل صريح حول عدم قيامه في السابق بأي مشروع تنموي في الساحل، كما وصفه أحد التعليقات بأنه رجل مال وليس أعمال، وذلك لأنه جمع ماله من الشعب وعلى حساب قوتهم وجهدهم وفواتيريهم وليس عبر الأعمال الاستراتيجية كبناء المعامل والمشاريع التنموية، وعبر دعم خاص من رجال الدولة.

كما اعتبره البعض يتبرع من أموال الحكومة وليس من ماله الخاص، وما عجز عن تحصيله في وقت سابق يريد تحصيله اليوم على حساب السوريين مستغلاً ما خلفته الحرائق من أضرار كبيرة على الأهالي، وأن هذه الخطوة ليست سوى خطة ليضع الشعب والحكومة في عداء وصراع، وذلك حين حمل مؤسسة الاتصالات مسؤولية عدم الحصول على هذه الأموال، بينما تساءل البعض حول قيمة التبرع الذي كان قد يقدمه مخلوف لو لم يكن على خلاف مع السلطة الحالية، ولم تكن أمواله بعيدة المنال عن تصرفه.

وجه البعض من السوريين في الأيام السابقة أصابع الاتهام لرامي مخلوف في اشتعال الحرائق، ولكن بشكل غامض وحذر، مفترضين أنها خطوة انتقامية هدفها تأجيج المؤيدين من أهالي الجنود في الجيش السوري ضد السلطة الحاكمة، وذلك بهدف أن يستعيد مكانته الشعبية والمالية التي يكاد أن يخسرها، كما يذكر أن المبلغ الذي اقترحه رامي مخلوف للتبرع هو أكبر رقم طرح من متبرع حتى اللحظة، وقد لا يحصل عليه على خلفية المشكلات الشخصية والقضائية بينه وبين مؤسسات الدولة السورية على حد رأي مراقبين اقتصاديين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى