السيول تجرف خيام النازحين شمال إدلب
أحمد إبراهيم (إدلب)
تعرضت المناطق الشمالية من سوريا الليلة الماضية لهطولات مطرية غزيرة، نتج عنها سيول وأضرار مادية لحقت بخيام النازحين، الذين ناشدوا فرق الدفاع المدني والمنظمات الإنسانية للتوجه إلى مخيماتهم وتقديم المساعدة.
وبحسب إحصائية أولية أصدرها فريق ” منسقوا استجابة سوريا” صباح اليوم (الثلاثاء) فقد تسببت الهطولات المطرية خلال “24” ساعة الماضية بأضرار لحقت 23 مخيما، يقطنها 3609 عائلة ضمن مناطق إدلب وحلب، كما ألقى الفريق المسؤولية على المنظمات الإنسانية لتقصيرها في الاستعداد لكوارث الشتاء الحالي.
وقد ناشد سكان عدة مخيمات ضمن تجع مخيمات أطمه شمال إدلب ومنها مخيمات الغرباء والتكافل وعطشان، والدويلة، وغيرها فرق الدفاع المدني لضرورة التوجه اليها والعمل على تصريف المياه وفتح الطرقات، واخلاء أصحاب الخيام التي غمرتها المياه.
فغمرت المياه خيمة حسن العيسى “33سنة” نازح يقطن في مخيم عطشان ضمن تجمع مخيمات اطمه، الذي تحدث لـ”ملفات سوريا” قائلا:” مع بدء تساقط الامطار بدء الماء يدخل الى الخيمة من الأرض ومن السقف ما اضطرنا للخروج تحت الامطار والعمل على ابعاد المياه عن الخيمة”.
وبحسب “العيسى” ناشدنا منذ الصيف المنظمات لمد شبكة تصريف مياه وتعبيد طرقات المخيم، وكذلك تقديم عوازل مطرية، فلا نستطيع تامين لقمة العيش حتى نستطيع تامين هذه الأمور بأعمال شعبية.
الكوارث تتكرر في المخيمات منذ 9 سنوات بحسب محمد حلاج مدير فريق منسقوا استجابة سوريا في حديثه لـ”ملفات سوريا” ويعود السبب الى سوء في تنفيذ المشاريع من قبل المنظمات، والفجوة الكبيرة بين الاحتياجات والمبالغ المقدمة من قبل المانحين للمنظمات المنفذة.
وبحسب “الحلاج” خلال العام الفائت قدر عدد الهطولات المطرية الغزيرة 6 مرات، اسفرت عن تضرر حوالي 7000 عائلة، وخلال العام الحالي مازلنا نشهد احتراق للخيام، وانهيار في الأبنية التي تنفذها بعض المنظمات مع أي عاصفة هوائية التي ترافقها الأمطار.
وأضاف “حلاج” نناشد كل عام بضرورة تامين العوازل المطرية للمخيمات التي وبنسبة 100% بحاجة لها بالإضافة الى العوازل المطرية الأرضية، ومع ذلك نشهد ضعف كبير في تقديمها لعدم توفرها واتساع الفجوة بين الاحتياج وما يقدمه المانحون للمنظمات المنفذة، بالإضافة الى ان تامين الاحتياج الدوري للنازحين يتضارب مع تامين الخيام، وخاصة مع جائحة كورونا.
ويبلغ عدد المخيمات شمال سوريا 1293 مخيم، يقطنها ما يزيد عن مليون نازح، يضاف لها 382 مخيم عشوائي، يقطنها ما يزيد عن 185 الف نازح بحسب إحصائية سابقة لفريق “منسقوا الاستجابة”، والكثير من هذه المخيمات مقام في أراضي زراعية وهنا تكمن المشكلة كونها بيئة يسهل تشكل الطين والسيول فيها، ما يشكل تحدي إضافي على الجهود المبذولة لمواجهة كوراث الشتاء.