المراقب العام لـ”الإخوان” لـ”ملفات سوريا”: سعينا للتقارب مع السعودية فصمتوا.. وموقف تركيا لا يرقى لطموحاتنا
حاوره: عبدالله الغضوي
كشف المراقب العام لإخوان سوريا الدكتور محمد حكمت وليد في حوار لـ “ملفات سوريا” عن محاولاتهم التقرب من المملكة العربية السعودية، إلا أنها لم ترد وفضلت الصمت، مؤكدا أن الإخوان ليست لديهم مشكلة مع المملكة، بل يسعون لعلاقات جيدة.
وحول اللجنة الدستورية، قال حكمت إن المشكلة في سوريا ليست مشكلة دستورية، وأن الحل في سوريا لن يكون عبر اللجنة الدستورية، خصوصا وأنه تم القفز على المرحلة الانتقالية التي نص عليها القرار 2254.
إلى تفاصيل الحوار:
كـ “إخوان” ما هي رؤيتكم للجنة الدستورية، وماهي التوقعات التي ترونها في هذا المسار؟
باعتقادي اللجنة الدستورية ذات جانبين، أحدهما مبدئي والآخر إجرائي، في المبدئي كان لنا ممثل في اللجنة الدستورية، وانسحبنا فيما بعد، لأن المشكلة في سوريا ليست مشكلة دستورية، عندما تأتي بدستور اليوم بسوريا، في ظل ديكتاتورية، يتم الإجهاز على هذا الدستور وانتهاكه بكل بساطة، كما حدث عندما انتقلت السلطة من “حافظ الأسد” لـ”بشار الأسد”، فبالرغم من وجود دستور آنذاك، إلا أنه تعدل خلال ربع ساعة، ليناسب مقاس الرئيس الجديد، ما يعني أنه في ظل الديكتاتورية، لا قيمة حقيقية للدساتير، فانسحابنا كان بسبب إيماننا بأن اللجنة الدستورية، ليست الطريق للحل في سوريا، فوفقا لسلال “ديمستورا” الخطوة الأولى للقرار 2254 تبدأ بالهيئة الانتقالية التي تعمل فيما بعد على صياغة دستور وانتخابات، إلا أنه تم القفز على المرحلة الانتقالية، ليتم كل شيء بوجود الديكتاتور، وهذا خلل تبين في العرقلة الإجرائية فيما بعد، حيث يرفض النظام الاعتراف بوفده واصفا إياه بالوفد الوطني، نافيا تمثيله له، بالإضافة إلى أن الجولات الدستورية الأربع لم تفض حتى لاتفاق على جدول أعمال، فالدستورية مجرد لعبة للماطلة والتسويف حتى حلول الانتخابات بدستور 2012، الذي يمنح الرئيس كل السلطات الأساسية، وأي إصلاح دستوري سيعمل على توزيع السلطات على هيئات تنفيذية، الأمر الذي يرفضه “بشار الأسد”.
ما هو البديل في حال عدم وجود لجنة دستورية كمعبر للحل السياسي؟
البديل أن يكون هناك ضغط حقيقي تستطيع المعارضة ممارسته للعودة للتطبيق الحقيقي للقرار 2254 الذي يفرض وجود فترة انتقالية، واللجنة الدستورية بهذا الشكل عبارة عن محطة لتكريس الديكتاتورية لسوريا، فالكل يريد حل في سوريا، ولكن الحل المعروض بهذا الشكل يكرس الأسباب التي أدت لقيام الثورة في الأصل.
في ظل تعسر الحلول .. هل أنتم مع مقاطعة الدستورية؟
اللجنة الدستورية في واقع الأمر لا يمكن أن تكون حلا، وما يعرض على السوريين من حلول ليست حلولا للقضية السورية، وإنما فرض نتيجة احتلال عسكري روسي وميليشيوي إيراني، ولا يمكن القبول به، وإن لم يكن لدينا حل يحفظ كرامة الشعب السوري، فعلى الأقل نرفض هذه الحلول، التي إن لم يجدوا شريكا يخضع لها، سيضطرون لتحسين شروط التفاوض، واتفاق الدول على أمر يصب في مصلحتهم ليس إلا.
ماذا لو تم فرض مسار اللجنة الدستورية وتمت إصلاحات دستورية بتوافقات دولية وإقليمية، كيف سيكون موقفكم؟
في حال حدوث إصلاحات دستورية تقلص صلاحيات الرئيس وتؤدي إلى تغيرات ديمقراطية حقيقية فحبا وكرامة، ولكن هذا لا يمكن أن يتم في ظل الديكتاتورية.
هل مشكلتكم مع “الأسد” أم مع شكل النظام؟
مشكلتنا مع النظام القائم، يجب أن يتغير النظام برمته تغييرا جذريا.
تدور أحاديث داخل أروقة المعارضة عن أن مرد اعتراضكم على “الدستورية” نوع من أنواع الوصاية على هذه اللجنة لفرض حصة باللجنة؟
غير صحيح مطلقا.. فموقفنا من “الدستورية” نابع من تشخيصنا للحالة السورية، فلو أنتجت الدستورية أفضل دستور، والديكتاتورية موجودة سيداس وينتهك دون رادع، فالدستور السوري المعمول به حاليا يقول إنه لا يجوز اعتقال أي فرد دون مذكرة اعتقال أو محاكمة، ولكن الديكتاتور ينتهك جميع هذه الممنوعات.
وكذلك اعتراضاتكم على مفوضية الانتخابات من أجل فرض أنفسكم كمرجعية في المعارضة؟
لم نفرض يوما أن نكون مرجعية، وحصتنا في المعارضة ضئيلة، لا تخولنا أن نكون مرجعا، ولكن لدينا آراء وتصورات حول الحلول، ونعمل لما نستطيع تحقيقه مما نظن أنه صحيح، أما موقفنا الرافض لهيئة المفاوضات، فهو ذات الموقف من “الدستورية”، فالقرار الذي صدر عن الائتلاف يهدف لتنظيم أمور الانتخابات والمشاركة بها، ولكن مهمة تنظيم الانتخابات ليست من مهام الائتلاف وإنما هي من مهام هيئة الحكم الانتقالية وفقا للقرار 2254، ومنذ أشهر طرحت داخل الائتلاف فكرة وجود جهة ما يرعاها الائتلاف تدرب السوريين على قضايا الانتخاب إعدادا للشعب السوري وهذا أمر مطلوب، ولكن تشكيل مفوضية انتخابات بهذا الشكل أمر مرفوض.
يشاع أن هناك تشكيل تتم دراسته الآن كجسم معارض جديد في القاهرة هل لديكم علم بمثل هذا الأمر وما هو موقفكم؟
من الواضح أن هناك بعض المحاولات لتشكيل جسم جديد بديل عن الائتلاف، وإن لم يكن بهدف إسقاط الائتلاف، فهو على الأقل لتحجيمه وتحويله لمنصة تعادل منصة موسكو والقاهرة، إلا أن الائتلاف اليوم يمثل الجهة الشرعية للمعارضة السورية المعترف بها دوليا، والأطراف الأخرى تعتبره منصة تركية، وهذا نوع من الالتفاف لتطويع المعارضة، ونحن ضد هذه الاتجاهات.
البعض يرى في ميزان علاقاتكم أنكم تفضلون علاقات جيدة مع تركيا على حساب العلاقات مع الدول العربية؟
لسنا ضد أي توجه عربي سياسيا، والبوصلة بالنسبة لنا واضحة، الدولة التي تناصر الثورة السورية وتساهم في تحقيق مصالح الشعب السوري نحن معها، والموقف التركي مناصر للثورة السورية، حتى لو لم يرق إلى طموحاتنا، إلا أنه لا يزال يناصر للثورة السورية، وموقفنا من أي دولة يتحدد من خلال موقف هذه الدولة من الثورة السورية، وليس لدينا مواقف عدائية مع السعودية أو الإمارات، ووجودنا في تركيا لا يعني أننا ضدهم.
هل قمتم بمحاولات لتقريب وجهات النظر بينكم وبين السعودية والإمارات؟
نعم.. عدة مرات وكنا نقابل بالصمت.
أشيع منذ فترة بداية استئناف علاقات من جهتكم مع إيران، هل تم تنشيط هذه القنوات مؤخرا؟
كان هناك محاولات غير مباشرة لمد جسور مع الإيرانيين، وكان جوابنا “لسنا ضد إيران، ولسنا ضد الإيرانيين، وإيران دولة مهمة جدا في المنطقة لها تاريخ وحضور، ولكننا ضد التدخل الإيراني في الثورة السورية، حيث كان تدخلا مدمرا يتسم بطائفية بغيضة، ولا يمكننا التعامل مع إيران طالما هناك عدوان إيراني على الشعب السوري.
ما العرض الذي كان مقدما من جهتهم؟
كان عرضا للجلوس والحوار دون أجندة محددة.
هل يمكن أن يجري حوار مبدئي بينكم وبين إيران وروسيا مع النظام؟
موقفنا من روسيا التي احتلت سوريا والقرار السوري وأحرزت تغييرا في مسار الثورة، فلولا تدخل الروس لسقط بشار الأسد، فكان لهم دور في تثبيت أركان النظام وإعادة شرعيته، ولا شرعية لمن يقصف بلاده وأهلها بالطيران، فالحوار مع الروس أو الإيرانيين في الحالة الراهنة مستحيل.
هناك شخصيات من الإخوان تتواصل مع شخصيات روسية وإيرانية هل يمثلونكم؟
هؤلاء الأشخاص لم يعد لهم أي صلة بالتنظيم.
هل ما زلتم ترون أن سقوط بشار الأسد ممكن عسكريا؟
المعادلة الدولية اليوم تمنع الانتصار العسكري سواء للمعارضة أو النظام، ولكن فرض حل سياسي على النظام أمر ممكن لو توفر التكاتف والإرادة للمعارضة السورية والموقف الصلب الذي يتمسك بحقوق الشعب السوري الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء والمفقودين والمعتقلين، وصحيح أن إسقاط النظام تحف به مصاعب كثيرة لكن لابد منه للوصول إلى سوريا الحرية والكرامة.
هل لديكم خطة لما بعد سقوط الأسد أو إزاحته؟
هناك من يصور الإخوان كبديل وحيد للنظام وفي هذا مبالغة كبيرة وتخويف مقصود، فنحن لسنا بمفردنا بديلاً للنظام، ولكننا جزء أساس من الثورة السورية وحراكها الشعبي والبديل الحقيقي للنظام هو الجسم الذي يضم كل أطياف ومكونات الشعب السوري ويمثلها تمثيلاً حراً ديموقراطياً.