Featuredسياسة

المعلم.. الوزير 30 يرحل على قائمة “حماة الأسد”

(متابعات)

في أيلول (سبتمبر) من العام 1978 انقسمت مصر انقساما حادا في حقبة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات حول توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل بعد حرب التحرير، التي خاضتها كل من دمشق والقاهرة ضد تل أبيب.

كان الصراع كبيراً داخل الطبقة السياسية المصرية حول توقيع هذه الاتفاقية، وبينما يحتد النقاش بين مؤيد ورافض للتوقيع مع إسرائيل، قدم وزير الخارجية المصري محمد إبراهيم كامل استقالته من الوزارة ليبقى السادات بلا جناح دبلوماسي يؤيد التوقيع.

مع بداية الثورة السورية في مارس (آذار) العام 2011، اختار وليد المعلم الانحياز للسلطة على حساب الشعب، بينما اختار نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع العزلة والابتعاد عن المشهد، في إشارة إلى رفض ممارسات السلطة، إلا أن المعلم ظل يدافع عن النظام إلى الرمق الأخير ليدخل التاريخ السوري من بوابة الأسد لا بوابة الشعب.

رحل وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفي حياته الكثير من الاستفزازات للشعب السوري على مدار السنوات التسع الماضية منذ اندلاع الثورة، إذ كان المعلم في كل مرة محل للتندر من قبل الناشطين منذ أن قرر إزالة أوروبا من الخريطة، الجملة التي حملها السوريون حتى مماته.. وهو أول وزير سوري يدخل دائرة الكراهية السورية، ويعايش حربا أهلية اتخذ فيها موقف السلطان ضد الشعب.

محكمة التاريخ أشد قسوة من محكمة الشعب، ذلك أن التاريخ لا تمحوه السنين، وسيظل المعلم الدبلوماسي الذي ساند الديكتاتور يحمل جينات هذا النظام الذي قاد سوريا إلى الهاوية، وسيبقى مسجل في قيود التاريخ أنه الوزير الذي شهد على موت الشعب، ليرحل على قائمة حماة الأسد وليس حماة الديار.

والمعلم هو الوزير الـ30 في تاريخ سوريا منذ عهد المملكة السورية العربية في آذار (مارس) العام 1920، والذي كان حينها عوني عبدالهادي أول وزير خارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى