Featured

“المقداد” ظل “فاروق الشرع” يعود للخارجية

جوليا العبد (دمشق)

بعد 15 عاماً من العمل في منصب نائب وزير الخارجية عين الرئيس بشار الأسد “فيصل المقداد”  ابن قرية غصم في مدينة درعا، وزيراً لوزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية، خلفاً لوليد المعلم الذي توفي في 16 تشرين الثاني 2020.

لعب “المقداد” دورا مهما في إدارة الملفات الحساسة السورية منذ استلامه الملف السوري اللبناني مع المعلم، وصولاً لملف الهجمات الكيماوية، فهو يرأس اللجنة الوطنية لتنفيذ حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا، ومسؤول عن لقاء الوفود من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية العالمية، وعضو مؤسس في اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، وله وساطات رسمية وغير رسمية في ملف المعتقلين والمفقودين والمختطفين، خاصة بعد اختطاف والده عام 2013، وتدخله في عملية تبادل بين فصائل “شهداء حوران”  التي احتجزت والده وبين السلطة السورية للإفراج عن معتقلين لديها من درعا، وهو أحد الأعضاء البارزين في وفود الحكومة السورية للتفاوض، خاصةً في مؤتمر جنيف 2 عام 2014، وفي التفاوض مع الإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية تحت رعاية روسية، والتي صرح عن رفض سوريا للإدارة الذاتية رفضا مطلقا.

بدوره نفى “المقداد” قيام الدولة السورية بهجمات كيماوية، وأقر بتسليم سوريا كامل مخزونها الكيماوي، واتهم تركيا وبعض الدول العربية بتزويد فصائل المعارضة بالسلاح الكيماوي، كما اتهم محققي المنظمة العالمية لحظر الأسلحة الكيماوية بتزوير أدلتها وتقاريرها.

في عام 2013 نفى المقداد أيضاً وجود دعم عسكري روسي أو وجود مقاتلين من إيران وحزب الله في سوريا، مؤكدا أن الدول الصديقة تقدم مساعدات إنسانية فقط، ليعود عام 2018 ويصرح أن لا نية من قبل الدولة السورية لفرض انسحاب للقوات الحليفة ومنها إيران ومقاتلي حزب الله من سوريا، وفي 2015 رفض المقداد الحديث عن مرحلة حكم انتقالي، داعيا لحكومة موسعة وحوار وطني.

يرى محللون صحفيون أنه وبالرغم  من خبرة “المقداد” في التعاملات الدولية ومهاراته الدبلوماسية، إلا أن دوره السياسي مقتصر على التصريحات السياسية منذ اندلاع الثورة، ما جعل منه رجل تصريحات ومؤتمرات صحفية لا أكثر، وهو وجه النظام السني الذي يدعو للحوار ولكن مع البقاء على الأسد رئيساً للبلاد.

ويتوقع محللون سياسيون أن يكون للمقداد في منصبه الجديد دور بارز في تعميق العلاقات السورية الإيرانية، لما تربطه بهم من علاقات سياسية مهمة ورؤيته بوجوب بقائهم على الأراضي السورية، كما أن اسمه لم يدرج  في قائمة العقوبات الأمريكية حتى الآن، ورغم ما يحظى به المقداد من توافق إيراني روسي، لكنه محيد عن الملفات العربية وهذا ما أبرزه جوابه على قناة الميادين اللبنانية مطلع العام الحالي عن عدم علمه بالملف الإماراتي السوري والدور الذي ستلعبه الإمارات في حل الصراع السوري.

من جهة أخرى يرى بعض أبناء درعا في المنصب الجديد للمقداد بادرة لإيصال صوتهم للحكومة السورية، وهو الذي سعى من خلال علاقته وعمله مع المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية الذي تعمل فيها زوجته كمسشارة عن الصحة النفسية للنازحين السوريين ومنظمة اليونسيف وغيرها من المنظمات، ليكون لدرعا نصيب من هذه المساعدات في ظل تجاهل الحكومة السورية للمدينة ووضعها الخدمي والمعيشي، بينما يرى العديد منهم أن المقداد والمقربين منه لا يوفرون جهداً في استغلال هذا التجاهل لتقوية مركزهم وثروتهم وتقربهم من سلطة الأسد يوماً بعد يوم، فلا إنجازات عملية على الأرض وينحصر دوره بالعلاقات مع الدول الحليفة وعلى رأسها دعمه لتواجد القوات الإيرانية في مدينة درعا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى