أحمد إبراهيم (إدلب)
انقلبت مجموعة من القيادات العسكرية في “حركة أحرار الشام الإسلامية” على المسؤول عن تسيير أمور الحركة علي جابر باشا، مطالبة بتعيين حسن صوفان أمير جديد للحركة، في خطوة وصفها مراقبون أنها بأنها محاولة جديدة من الحركة إلى إعادة التموضع في الشمال السوري، في ظل الصراع بين التيارات الإسلامية.
وأصدر الجناح العسكري في الحركة بقيادة النقيب “عناد الدرويش” أبو المنذر بيانا حصلت “ملفات سوريا” على نسخة منه اليوم الثلاثاء، يقضي بتعيين حسن صوفان قائدا عاما للحركة، ما يعني القيام بعملية انقلاب عسكري على “جابر علي باشا”، وجاء البيان مذيلا بأسماء 21 قائدا ومسؤولا ضمن الجناح.
يأتي ذلك، بعد إصرار قيادة الحركة على عزل قائد قطاع الساحل فيها أبو فارس درعا، ورفض الأخير لهذا القرار مدعوما من أبو المنذر، إذ كانت قيادة الحركة تدرك وجود مخطط يديره حسن صوفان القائد العام السابق للحركة بدعم من هيئة تحرير الشام التي تسعى للتغلغل والسيطرة على قرار الحركة بما يناسبها، وكانت ملفات سوريا قد نشرت في 12 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري تقريرا مفصلا عن ذلك.
وبعد التطورات التي شهدها قطاع الساحل، بدأ حسن صوفان اللعب بورقة البيانات ضد قيادة الحركة، ففي 13 من تشرين الأول / أكتوبر الحالي، أصدر صوفان ما أسماه توضيحا مؤلفا من 4 صفحات حصلت ملفات سوريا على نسخة منه، تضمن شرحا للأخبار التي تتحدث عن انقلاب داخل الحركة وورود اسمه فيه، وبدأ التوضيح بأنه آثر التزام الصمت وعدم استخدام وسائل الإعلام كمنبر لمعالجة الأمور الداخلية.
ويسعى “صوفان” وهو من أنصار المجلس العسكري الموحد كما أوضح في بيانه، إلى جعل الحركة تستمر من خلاله، بعد أن اتخذت قيادتها جملة من القرارات التي أسماها خاطئة، معتبرا إياها تؤدي إلى هدم كل الإنجازات التي قام بها الجناح العسكري، دون وجود أي مبرر أو سبب، ولم يتم تقبل تلك الإجراءات بإجماع كوادر الجناح العسكري.
وبين صوفان في توضيحه بأنه من أنصار وجود تمثيل سياسي موحد للثورة السورية، ينطلق من الأرض والميدان، وتتكامل به جميع مؤسسات الثورة ومكوناتها، وهي ذات الرؤية التي تسعى لها هيئة تحرير الشام، لإنتاج تمثيل سياسي يناسب طموحها وتحت إشرافها وهي صاحبة السيطرة على الأرض.
ويطرح اليوم اسم حسن صوفان كقائد عام لحركة أحرار الشام، بعملية انقلاب عسكري، وهذا يؤكد سعي “صوفان” وترتيبه مسبقا لهذه الخطوة، التي لم نشهدها سابقا في صفوف الحركة المنهكة أساسا، حيث تمكن تحرير الشام من السيطرة على أغلب عتادها ومناطق سيطرتها وتحجيمها عسكريا في مواجهتها، والتغلغل ضمن تنظيمها ومفاصل القرار فيها لتكون ورقة بيدها.