تركيا تغادر حلب وحماة .. إلى جبل الزاوية
أحمد إبراهيم (إدلب)
تستعد القوات التركية لإخلاء نقطتي قبتان الجبل وجبل عندان غرب حلب، الواقعتين ضمن مناطق سيطرة الجيش السوري، ومن المتوقع أن تكون وجهة النقطتين إلى مدينة دارة عزة والمنطقة القريبة منها في ذات الريف، وسيتم إدخال آليات للمباشرة بنقل تجهيزاتهما اليوم الثلاثاء.
وبحسب مصدر عسكري من المعارضة السورية لـ “ملفات سوريا” فإن القوات التركية أنهت إخلاء نقطة “معرحطاط” جنوب مدينة معرة النعمان، ونقطة المراقبة في بلدة “شير مغار” في جبل شحشبو جنوب إدلب، بعد سحب نقطة “مورك” شمال حماة، بناء على اتفاق مع روسيا يقضي بسحب النقاط التركية داخل مناطق سيطرة الجيش السوري بشكل كامل على ما يبدو، دون تحديد أي مكسب للجانب التركي من وراء هذا الاتفاق.
وتم نقل النقاط المسحوبة بشكل شبه كامل إلى منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، وعمد الجيش التركي إلى إنشاء نقطتين جديدتين الأولى في بلدة قوقفين أقصى جنوب غرب جبل الزاوية، والثانية بين بلدتي البارة ودير سنبل في القسم الشرقي من الجبل، وللنقطتين أهمية استراتيجية، كونهما يكشفان مناطق واسعة من مناطق سيطرة الجيش السوري جنوب إدلب وفي سهل الغاب.
وبحسب المقدم محمد أبو محمود من الجبهة الوطنية للتحرير لـ “ملفات سوريا” فإن التركيز على زيادة التواجد العسكري التركي في جبل الزاوية الواقع جنوب طريق “M4″، مرده إلى الرغبة التركية في فرض أمر واقع في الميدان، خاصة مع الطلب الروسي بضرورة إخلاء جنوب الطريق من التواجد العسكري للمعارضة وفتحه أمام الحركة التجارية.
وبات من الطبيعي لمن يمر في قرى جبل الزاوية أن يلتقي بعربات عسكرية تركية، سواء بشكل منفرد أو بأرتال مختلفة العدد، ما يشير إلى حجم القوة العسكرية في المنطقة الموزعة على 7 نقاط، أكبرها المتمركزة في مدرسة بلدة معراتة والتي تتجمع فيها القوات المنسحبة من داخل مناطق سيطرة الجيش السوري قبل توزيعها إلى النقاط الجديدة في المنطقة.
ويرى المقدم بأن القصف الروسي لمواقع في جبل الزاوية بالطيران الحربي مع تواصل القصف المدفعي والصاروخي من قبل الجيش السوري، ما هو إلا دليل واضح على رفض روسيا لتكثيف الوجود التركي في المنطقة، مع احتمالية مرتفعة لشن عمليات عسكرية برية جديدة عليها، والتي زادت مؤشراتها في الآونة الأخيرة مع عمليات السطع الجوي والاستطلاع الأرضي بالقوة بعمليات التسلل الليلي، وضرب أهداف تحكم وسيطرة للمعارضة وأهداف دفاعية على مختلف محاور التماس.
ومن جانب آخر فقد ربط النقيب مصطفى الكرنازي من الجيش الثاني ضمن صفوف الجيش الوطني السوري في حديثه لـ “ملفات سوريا”، بين سحب النقاط التركية المحاصرة ضمن مناطق سيطرة النظام، واتفاق إنهاء القتال بين أرمينيا وأذربيجان برعاية روسية والذي تم إعلانه اليوم.
وبحسب الكرنازي فإن الإعلان عن الاتفاق برعاية روسية دون ذكر تركيا ما جاء إلا بعد اتفاق مع تركيا وبتخطيط مسبق معها، وخاصة بأنها تساند أذربيجان علنا، ونقلت أكثر من 2500 مقاتل سوري إلى إقليم “قره باغ” للمشاركة إلى جانب الجيش الأذري، ولم يتم الإعلان عن الاتفاق إلا بعد المباشرة الفعلية بسحب النقاط التركية وبوتيرة متسارعة.
وتقوم السياسة بين روسيا وتركيا بشكل عام على مبدأ لا غالب ولا مغلوب، وبالملف السوري بدا التفوق الروسي واضحا مع طول أمد النزاع، كما أن الإسراع في حل الملفات العالقة بدى ضروريا بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وخاصة بأن البلدين يعانيان من أزمات اقتصادية وعليهما أن تعيدا حساباتهما واصطفافاتهما، بحسب المحلل الاقتصادي والمهتم بالشأن السياسي السوري يونس الكريم في حديثه لـ “ملفات سوريا”.
وعلى جميع الأحوال فإن التطورات الميدانية في سوريا وفي إدلب على وجه التحديد ماهي إلا نتاج للأخذ والرد داخل أروقة المفاوضات، مع الترابط المتزايد بين الملفات المختلفة بين روسيا وتركيا في أغلب القضايا المتدخلة فيها، كالقضية الليبية والسورية.