مجتمع

تشفيط وتراقص سيارات المتنفذين على جراح السوريين

جوليا العبد (دمشق)

انتشر الليلة الماضية مقطع مصور لعدد من السيارات الفارهة وهي تقدم استعراضاً تحت جسر “الرئيس” في دمشق، وسط استياء المواطنين في دمشق من مظاهر البزخ التي في وقت يعانون فيه من صعوبة الحصول على المواد الأساسية.

ويظهر المقطع عدة سيارات يقودوها مجهولون مساء أمس الاثنين وهم يقومون بالتشفيط وعرقلة السير، في منطقة شارع بيروت بالقرب من فندق القور سيزن ونهر بردى تحت جسر “الرئيس” والتي تعتبر منطقة حيوية ليلاً ونهاراً، وقد استعرض سائقو السيارات مهاراتهم في القيادة، من خلال ما يسمى التخميس، والتي كان يستخدمها “الشبيحة” للاستعراض والتباهي في كثير من الشوارع فيما مضى.

مواطنون ينتظرون وسائل النقل تحت جسر “الرئيس” وسط دمشق (خاص)

واعتبر رواد السوشال ميديا هذا الفيديو مستفزاً، خاصةً مع ما يعانيه المواطنون السوريون في هذه الفترة من أزمة توفير الوقود وغلاء العديد من السلع الأساسية، بينما هزأ العديد من قوى الأمن الداخلي وغياب شرطة المرور التي لا تكل ولا تمل في مقاسمة الدرويش لقمة عيشه من خلال المخالفات الجائرة، ونسب العديد من المعلقين هذه السيارات إلى أبناء المسؤولين وتجار الحرب، فمن غيرهم قادر على هذا الترف في ظلال الأزمات التي يعيشها المواطن على حد تعبيرهم، وقالوا هؤلاء من نفس الفئة التي تجمعت بداية الأسبوع أمام مراكز شركة إيماتيل للحصول على نسخة الأيفون الحديثة، بينما عبر البعض عن أن هذا الفعل الطائش ما هو سوى ترنح على جراح السوريين الذين بالكاد يستطيعون العيش تحت وطأة فساد التجار والقوانين الجائرة التي تفرضها الحكومة.

ويعتبر الحصول على سيارة متوسطة وتأمين الوقود لها اليوم حلم بالنسبة للكثير من السوريين، بالإضافة إلى أن قيمة تعرفة المواصلات العامة أصبحت عبئا بسبب صعوبة تأمين الوقود، فمن هم أصحاب هذه المغامرة المكلفة التي حدثت تحت جسر “الرئيس” في دمشق الليلة الفائتة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى