كيف سيطرت إيران على مفاصل مدينة دير الزور
خاص (ملفات سوريا)
كرست إيران وجودها العسكري على معظم المناطق السورية، في إطار استراتيجية الاخطبوط الذي يرمي إلى التموضع والوصول إلى كل المناطق الحيوية، لذلك شكلت محافظة دير الزور البعيدة عن المركز أهمية بالغة للميليشيات الإيرانية، لاعتبارات عديدة منها العمق الاستراتيجي باتجاه العراق، فضلا عن العلاقة التاريخية المذهبية بين إيران وبعض أبناء هذه المنطقة، إذ حاولت إيران أن تستميل بعض العشائر بطريقة مذهبية لترسيخ موجودها.
واستحوذت إيران على العديد من المقرات والمواقع في مدينة دير الزور لتخضعها لسيطرتها في ظل هشاشة النظام السوري وعجزه عن تعزيز منظومته الأمنية هناك.
مصادر لـ “ملفات سوريا” في دير الزور كشفت عن مناطق السيطرة الإيرانية الاستراتيجية على الأرض، وأكدت أن قوات الحرس الثوري الإيراني سعت إلى تقسيم أحياء المدينة لعدد من النقاط ووضع مقرات وحواجز خاصة، للسيطرة الكاملة ورصد كل من يدخل ويخرج إلى المدينة.
وتبين المصادر أن حي الفيلات “الراقي” داخل المدينة تم تحويله لمقرات شخصية لقيادات الحرس الثوري الإيراني، ومقرات لاجتماعاتهم، فيما أخضعوا الحي لحراسة أمنية مكثفة مراقب بكاميرات نشرت في أغلب أبنية الحي، للحفاظ على أمن قيادات الحرس.
كلية التربية
تطل كلية التربية في مدينة دير الزور بشكل مباشر على شارع بور سعيد الذي يربط المدينة بالطريق الدولي الواصل إلى محافظتي الرقة وحلب، ما معناه أن السيطرة على هذا الطريق، تعني قطع أي إمدادات عسكرية لأي قوة غير صديقة للمسيطر على المدينة وطريق إمداد للقوات الصديقة للميليشيات.
التوزع العسكري:
يسيطر على كلية التربية فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ويتواجد ضمن المبنى ما يقارب المئات من مقاتلي الحرس الثوري، إذ يتواجد أيضاً داخل بناء الكلية عناصر تم تجنيدهم من أبناء محافظة دير الزور تحت اسم “أسود الحرس الثوري السوري” أو ما يسمى أسود الفرات التابعة لنواف راغب البشير، حيث خضعوا لدورات تدريبية في مطار دير الزور، وشاركوا في العمليات العسكرية في الشمال السوري وتمشيط البادية السورية.
التسليح:
يضم البناء مستودعات يتم فيها تخزين بعض السلاح والعتاد التي تقوم الميليشيات الإيرانية بإدخالها من العراق إلى سوريا.
يتواجد خلف البناء عربة تحوي منظومة تجسس ومراقبه للأحياء المحيطة بالبناء، وخصوصا حي العمال الذي تقع ضمنه الكلية المغلق بالكامل ضمن الحي الشمالي الذي يقع خلف بناء الكلية.
سيارات دفع رباعي نوع تويوتا هايلوكس بيك أب وتويوتا تايغر بعضها يحمل مضادات وقواعد مضادات دروع.
حمود العبد
أحد المواقع الإيرانية الحيوية في دير الزور هو مقر “حمود العبد” نسبةً إلى الدوار الشهير وسط المدينة، ويقع ضمن تجمع أمني كبير للجيش السوري والميليشيات الإيرانية، يحيط به أبنية سكنية يقطن فيها موالون للجيش السوري وإيران.
أشارت مصادر لـ “ملفات سوريا” أنَّ المقر جهز خلال نيسان 2020 بكافة وسائل الحماية والقاعات والمستودعات وغرف القيادة والحراسة الخاصة بالمقر، كما رفع سياج عال حول المقر مزود بأسلاك شائكة وكاميرات تصوير حول البناء.
التواجد في المقر:
يتواجد ويسيطر على المقر المذكور ميليشيا فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وكذلك ميليشيا لواء المنتظر التي دخلت مؤخراً إلى عدة مواقع في مدينة دير الزور وريفها، والتابعة أيضاً للحرس الثوري الإيراني.
ويعتبر المقر مركزاً لاجتماعات وتخطيط وتنظيم الميليشيات العاملة ضمن مدينة دير الزور وريفها، بالإضافة إلى كونه مقراً أمنياً بامتياز ضمن مجموعات أمنية تتبع للميليشيات وظيفتها إرسال التقارير المختلفة إلى غرفة عمليات المقر التي تقوم بدورها بإرسالها إلى إيران، ويتواجد تحت المقر قبو كبير مجهز ليكون غرفة عمليات واجتماعات لقادة الميليشيات الإيرانية في المدينة.