كيف عرى بولتون ترامب “الأحمق”
رصد ومتابعة
أثار كتاب مستشار الأمن الوطني الأمريكي السابق “جون بولتون” بكتابه “الغرفة التي شهدت الأحداث”، صدمة في الأوساط السياسية والدولية، من خلال نقله لخفايا القرارات الصادرة عن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” والتي تعكس الخارطة النفسية لـ “ترامب”، وكشفه مدى إعجاب ترامب بالزعماء “السلطويين” خصوصاً رؤساء تركيا وروسيا والصين.
وفي الكتاب عرض “بولتون” شهادات بعض مستشاري “ترامب” والسياسيين، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكية “مايك بومبيو” نقلاً عن الكتاب، أنَّ “ترامب” لا يمكن تركه بمفرده ساعة واحدة، وإلا سيرتكب حماقة، وتساءل “جون كيلي” كيف سيتصرف لو تعرضت أمريكا لـ 11 سبتمبر آخر؟!، ووصفه “بولتون” بالطفل الصغير لا أحد ولا شيء يهمه، يحب اللعبة الأكبر والحلوى الفضل ويطرب لأبسط كلمة إطراء، حسنته الوحيدة أنه ليس رجل حروب، ينعس بسرعة ويمل بسرعة، يهوى النميمة، يمدح في الوجه ويذم في الظهر، داعياً “بولتون” صناع السينما لتخصيص فيلم له.
وكشف “بولتون” في كتابه، ضعف معلومات “ترامب”، حين علم أن بريطانيا قوة نووية، فيما تساءل إن كانت فنلندا جزءا من روسيا.
يسمي “بولتون” في كتابه “ترامب” ووزيري خارجيته ودفاعه ومدير مكتبه ومستشار الأمن القومي ووزير الخزانة بمحور البالغين، الذين يقررون مصير أمريكا.
ويكشف كتاب “بولتون” أن “دونالد ترامب” أول رئيس أمريكي مناهض للكرد، فعندما انتخب في 2016 علق الكرد آمالا كبيرة على إدارته، حيث كان حينها المعارضون الكرد في إيران غاضبين من النظام، والكرد في تركيا يخضعون لحظر التجول، بالتزامن مع حرب شنتها تركيا على المقاتلين الأكراد.
وما لبثت الآمال الكردية أن ذهبت أدراج الرياح، فوفقا لمستشار الأمن القومي السابق “جون بولتون” كان “ترامب” كارها للأقلية العرقية التي كانت موالية لأمريكا وتسعى لكسب ودها.
وعلى عكس المتوقع من تأييد القيم المتواجدة في المناطق الكردية متمثلة بالتنوع والتسامح وتأمين ملاذ للأقليات المسيحية والإيزيدية، يفضل المحيطين بترامب الاستبداد وتكريس الطائفية المتمثلة بالنظام القومي المتطرف في تركيا والجماعات المناهضة للكرد.
وكشف أيضا في كتابه أن “ترامب” طالب الدول العربية بدفع 25% من كلفة تواجد القوات الأمريكية في سوريا والعراق، ثم رفع النسبة إلى 50%، كما مثل سحب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق وسوريا أحد أعمدة سياسة “ترامب” الخارجية، التي أدت لصدامات متكررة مع أركان إدارته.
وأشار “بولتون” في كتابه أن الإدارة الأمريكية كانت على علم باستخدام الجيش السوري للكيماوي في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، قبل أيام من حدوثه، فاقترح “بولتون” على “ترامب” أن يكون الرد على الاستهداف، حاسما بتهديده بمهاجمة قصر بشار الأسد، إلا أن ذلك لم يتم.
ويعتقد بولتون في كتابه، أن التهديد النووي الإيراني أخطر من غيره، لأن ما يحركه إيديولوجية قادة طهران، فيما يرى محللون أن تقدم طهران نوويا من شأنه أن يلهم دولا كتركيا والسعودية على امتلاك قدرات نووية.
ووصف “بولتون” الرئيس التركي “أردوغان” بالإسلامي الراديكالي، المنشغل بتحويل تركيا من دولة علمانية إلى إسلامية، بالإضافة إلى عدائه الواضح اتجاه إسرائيل، ودعمه للإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنَّ هذه الأمور غابت عن “ترامب” حين رآه أفضل صديق.
كما تطرق “بولتون” في كتابه على رأي “ترامب” المرحب بالإجراءات الصينية المتشددة اتجاه المسلمين الإيغور هناك، وبناء معسكرات احتجاز لهم من قبل الحكومة الصينية.
ووفقاً لـ “بولتون” يطمح “ترامب” لغزو فنزويلا بسبب معارضة حكومتها لواشنطن، مؤكداً أنه يعتبرها جزءا من الولايات المتحدة الأمريكية.
وانتقد “بولتون” في كتابه الديمقراطيين، الذين ركزوا على سعي “ترامب” لوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا بهدف عزله، فيما لو غيروا نظرتهم لاقتنع كثير من الأمريكان بوجوب عزل “ترامب” لارتكابه جنحا وجرائم.
وأكد في كتابه “الغرفة التي شهدت الأحداث” أن “ترامب” لم يكن يؤيد إرسال أي مساعدات إلى أوكرانيا حتى يتم تسليم جميع مواد التحقيق الروسي المتعلقة بهيلاري كلينتون وجون بايدن.
وأشار بولتون إلى أن مجلس النواب وخلال تحقيق العزل كان يجب أن يحقق مع الرئيس ترامب ليس فقط في قضية الضغط على أوكرانيا، ولكن فيما يتعلق بمجموعة متنوعة من الحالات، عندما سعى إلى استخدام المفاوضات التجارية والتحقيقات الجنائية لتعزيز مصالحه السياسية.
وأكد أنَّه كان على مجلس النواب خلال تحقيق العزل، أن يستجوب الرئيس “دونالد ترامب” ليس فقط في قضية الضغط على أوكرانيا، ولكن أيضاً استخدامه للمفاوضات التجارية والتحقيقات الجنائية لتعزيز مصالحه السياسية.