لاجئون سوريون: التطبيع مع الأسد خطوة جريئة لكنها لا تثير الدهشة
ملفات سوريا – رويترز
بينما كان رئيس النظام السوري بشار الأسد يلقي كلمة أمام القادة العرب في القمة العربية بالمملكة العربية السعودية يوم الجمعة، كان عدد من اللاجئين السوريين في ألمانيا يحضرون ورشة عمل يتعلمون فيها سُبل استخدام القانون الدولي لمحاكمة مجرمي الحرب، وهو ما يأملون تطبيقه على الأسد يوما ما.
وقالت السورية هويدا محي الدين (49 عاما)، التي اعتقلتها السلطات السورية في السابق بسبب مواقفها السياسية لكنها تعيش الآن في فرنسا، “كل سوري عانى من هذا النظام يمكن أن يمثل دعوى قضائية وسنقوم برفع هذه الدعاوى. حتى لو وقف العالم كله معه فسوف نقدمه للعدالة”.
هويدا إلى جانب آخرين ممن حضروا ورشة العمل هم من بين ملايين السوريين الذين شردتهم الحرب المستمرة منذ 12 عاما.
وخلص المشاركون في ورشة العمل إلى أن عودة الأسد لجامعة الدول العربية بعد عزلة مستمرة منذ نحو 12 عاما شيء محبط، لكنه غير مثير للدهشة.
وقال المحامي أنور البني الذي يساعد في ملاحقة السوريين المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب في ألمانيا “الهدف من خطوة (التطبيع) هذه هو نشر اليأس والإحباط في صفوف السوريين”.
وقال البني إن السجلات الهزيلة للقادة العرب في مجالي حقوق الإنسان والديمقراطية جعلت من عودة الأسد أمرا متوقعا، مضيفا أن دعم الدول الخليجية للمعارضة السورية صب في النهاية لصالح الأسد من خلال تحويل جماعات المعارضة إلى جماعات متشددة قامت بدورها بقمع أي ميول أو نشاط ديمقراطي داخل صفوفها.
ومع تحول الانتفاضة السورية عام 2011 نحو التمرد المسلح ثم الحرب الأهلية لاحقا، كانت قطر والسعودية من الرعاة الرئيسيين لذلك التمرد، حيث ضختا أسلحة إلى عدد من الجماعات التي كانت تقاتل للإطاحة بالرئيس المدعوم من إيران.
وأدت الحرب المستمرة منذ 12 عاما إلى مقتل أكثر من 350 ألف سوري وأجبرت أكثر من 14 مليونا على الفرار من ديارهم، ولجأ نحو مليون منهم إلى أوروبا.
وقالت محي الدين إن التطبيع العربي مع الأسد سيجعل عودة اللاجئين السوريين أكثر صعوبة، وأضافت أن زوجها اختفى على يد الحكومة عام 2014.
ومضت قائلة “هاقول كلمتين أخدناها نحن عهد على أنفسنا نحن نفنى ولا يحكمنا الأسد ولن نعود والأسد موجود”.
وقال عقيل حسين (39 عاما) وهو صحفي سوري مقيم في فرنسا إن جامعة الدول العربية هي رمز لعصر ما قبل الربيع العربي، وبالتالي فإنه يعتبر أن عودة الأسد ليس لها وقع المفاجأة.
وأضاف “مفاجأتنا هي أن هذه الخطوة جاءت بشكل جريء جدا إلى حد الوقاحة إن جاز لنا التعبير”.
لكن المحامي أنور البني عاد ليقول إن دفء العلاقات بين القادة العرب والرئيس السوري لا يثير قلق الكثير من السوريين في أوروبا من حدوث تقارب مماثل بين الغرب والأسد بسبب وجود عقبات قانونية.
وأضاف “بالنسبة لأوروبا.. الخطوات القانونية اللي اتُخذت باتهام بشار الأسد و60 واحد من مجموعته من قيادته الأمنية والسياسية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أوروبا وصدور مذكرات توقيف بحق عدد منهم هو مانع قانوني الآن وليس سياسي فقط. مانع قانوني من إعادة تأهيل المجرمين”.
وحكمت محكمة ألمانية العام الماضي بالسجن مدى الحياة على ضابط سابق في المخابرات السورية لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أول إدانة بحق متهمين بالتعذيب مدعومين من الدولة خلال الحرب الأهلية السورية.