لافرنتيف زار بغداد والأردن وانتهى بالأسد .. ماهدف الزيارة!
(متابعات)
تأتي زيارة المبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف، إلى المنطقة التي شملت كلاً من العراق والأردن ولبنان، للعمل على الحشد لمؤتمر اللاجئين المزمع عقده في دمشق الشهر المقبل وكانت زيارته للأسد نهاية محطته.
وأشارت الإخبارية السورية إلى أنَّ اللقاء تمحور حول المؤتمر الدولي حول اللاجئين والجهود التي يبذلها الجانبان تحضيرا لخروج هذا المؤتمر بنتائج إيجابية تساهم في تخفيف معاناة اللاجئين السوريين وإتاحة المجال لعودتهم إلى حياتهم الطبيعية.
كما أضافت القناة الحكومية أنَّ المحادثات تطرقت إلى التحديات التي تواجه المؤتمر وخاصة محاولات بعض الدول منع عقده، وإفشاله، أو ممارسة الضغوط على دول راغبة بالمشاركة، ومحاولة تسييس هذا الملف الإنساني.
وكان “لافرنتيف” زار عدداً من الدول الإقليمية المحيطة بسوريا، برفقة وفد اقتصادي وسياسي وعسكري، لمحاولة الترويج للمؤتمر، بالإضافة إلى حض هذه الدول لمساعدة الحكومة السورية اقتصادياً.
وبدأ مبعوث الرئيس الروسي “لافرنتيف” جولته الإقليمية بزيارة إلى العراق حيث بحث الإثنين الماضي مع مسؤولين عراقيين ضرورة تفعيل وتطوير الدعم للحكومة السورية، ونقل له عدد من الرسائل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمساعدة الحكومة السورية في التبادل الاقتصادي، ولكن لم يتمكن المصدر من معرفة الرد العراقي على هذا الطلب، وخصوصاً أنَّ حكومة مصطفى الكاظمي معروفة بقربها من الولايات المتحدة، الرافضة لأي دعم للحكومة السورية وبداية الإعمار إلى حين البدء بعملية سياسية حقيقية.
وبعد إنهاء زيارته إلى العراق توجه إلى الأردن للقاء مسؤولين أردنيين وبحث الطرفان خلال الاجتماع إلى جانب ضرورة اشتراك الأردن بالمؤتمر الدولي للاجئين، الوضع الاقتصادي السوري، فيما أشار المصدر إلى طلب روسي من عمان لرفع كل القيود الاقتصادية عن دمشق ورفع مستوى التبادل التجاري لمساندة حكومة دمشق المنهكة اقتصاديا، كما ناقش لافرنتيف مع الجانب الأردني انتشار الميليشيات الإيرانية بالقرب من الحدود مع الأردن، والتي تمثل تهديداً للمنطقة ككل، سيما وأنها تنتشر قرب معبر نصيب.
وعقب زيارتي الوفد الروسي إلى العراق والأردن توجه إلى لبنان، حيث التقى بالرئيس اللبناني ميشال عون، وناقشا خلال اللقاء ضرورة مشاركة لبنان في المؤتمر الدولي للاجئين، وخصوصاً أنَّ لبنان يعاني منذ سنوات عديدة من وجود اللاجئين السوريين هناك، والضغط الشعبي لمحاولة إيجاد صيغة لعودتهم الآمنة إلى سوريا، كما حاول ألكسندر لافرنتيف خلال لقائه بسياسيين وعسكريين لبنانيين، العمل على إخراج حزب الله من سوريا.
في ذات السياق قال الصحفي السوري والمهتم بالشأن الروسي طه عبد الواحد إنَّ هدف الزيارة الأساسي يأتي لجس نبض دول الجوار في موضوع المشاركة في المؤتمر الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية والحكومة السورية، لإعادة اللاجئين السوريين، وطبعاً هذه ثاني محاولة تقوم بها روسيا، وكانت هناك محاولة سابقة خلال عام 2018، كما حاول الجانب الروسي دفع الأطراف الدولية إلى العمل على تفعيل التبادل التجاري بين سوريا من جهة وبين العراق والأردن من جهة أخرى.
وأضاف “عبد الواحد” أنَّه وفي ظل الجمود المطلق في مسار أستانا، كون التسوية السياسية انتهت، بسبب العقبات التي تضعها الحكومة السورية والتي أدت أيضاً إلى إفشال مسار جنيف وتحديداً في عمل اللجنة الدستورية.
وأشار أخيراً إلى أنَّ روسيا تبحث عن ملف جديد للدخول عبره إلى موضوع إعادة الإعمار، لذلك نراها تصر على إقامة هذا المؤتمر، إلا أنني أعتقد أن مصيره سيكون الفشل كسابقه.