التعليم في مخيمات الشمال .. حصيرة بديل الـ “زوم”
أحمد إبراهيم (إدلب)
على حصيرة قديمة، وتحت ظل أشجار الزيتون، يلتف الطلاب حول أستاذهم محمد عبود، بالقرب من عدة مخيمات لنازحين أغلبهم من حمص ودرعا، أجبرتهم الظروف على بناء خيامهم إلى الشرق من بلدة أطمة شمال إدلب قرب الحدود السورية التركية.
يقول الأستاذ محمد لـ “ملفات سوريا” إنه قرر تشكيل حلقة لتدريس الأطفال القراءة والكتابة، كحل إسعافي يضمن لهم جزء من الحق بالتعلم، ويعتمد في تدريسهم على طريقة الرشيدي التي كانت تعتمد قديما فيما كان يسمى بالكتاب والتي تعتمد على تلاوة القرآن الكريم، بواقع حصة تدريسية أسبوعيا”.
تقام الحصة التدريسية ضمن 7 مخيمات، منتشرة على سفح جبلي وعرة غير مخدمة بالطرقات، يفصلها عن أقرب مدرسة ما يقارب 3 كم، ويقدر عدد سكان هذه المخيمات بما يقارب 200 عائلة، ما يزيد الحاجة لتوفير مدرسة حتى ولو كانت خيمة كبيرة، بحسب أحد سكان تلك المخيمات بحديثه مع ملفات سوريا.
لا تتوفر بين يدي الأستاذ الحاصل على ثانوية شرعية أي وسائل تعليمية، فلا سبورة ولا حتى أقلام ودفاتر وغيرها من الوسائل الضرورية في العملية التدريسية، وهنا يقول أحد الطلاب “تهجرنا من درعا وسكنا المخيمات وأتمنى ان لو يكون لدينا مدرسة لأتعلم القراءة والكتابة انا ورفاقي”.
تعاني مناطق المخيمات بشكل عام شمال إدلب من قلة عدد المدارس، ففي إحدى مدارس بلدة أطمه يتكدس 40 طالبا في شعبة واحدة ضمن الصف الأول الابتدائي، ما دفع ملهم العلي إلى البحث عن مدرسة خاصة ليدخل ابنه ملهم بها حرصا على جودة التعليم المقدم له، بحسب ما تحدث لـ “ملفات سوريا”.
وفي العام الدراسي الماضي بلغ عدد الطلاب في مدارس إدلب ما يقارب 131 ألف طالب، موزعين على ما يقارب 60 مدرسة، ومع تكدس النازحين شمال إدلب، لم تعد المدارس في المناطق الحدودية والتي تتبع لمجمع المخيمات التربوي قادرة على استيعاب العدد الكبير من الطلاب، مع عدم القدرة على افتتاح مدارس جديدة من قبل مديرية التربية، وتركيز منظمات المجتمع المدني في الوقت الحالي على التصدي لجائحة كورونا، ودعم مشاريع الصحة النفسية والاجتماعية.
ويعتبر القطاع التعليمي من أكثر القطاعات التي تعاني من عجز لاستيعاب الكم الكبير من الطلاب، بالتوازي مع شح بالموارد، التي تعتمد على رسوم تسجيل الطلاب بشكل كبير، حيث وصل الرسم إلى 15 ليرة تركية عن كل طالب لهذا العام.