مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية لـ”ملفات سوريا”: الأسد يعرف أين الحل.. وهذا موقفنا في عين عيسى
حاوره (عبدالله الغضوي)
أكد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية في حوار مع “ملفات سوريا” أن النظام خسر فرصة حسم هذا الصراع في سوريا، وإمكانيته في فرض نتيجة معينة للصراع، لافتا إلى أن بشار الأسد ليس لديه أي خيار آخر سوى الحل من خلال مجلس الأمن عن طريق القرار 2254 ومتابعة العملية السياسية.
وقال المسؤول – الذي فضل عدم ذكر اسمه – ونسب الحوار لمسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية ومقرب من الملف السوري، إن بلاده تعمل مع كل الأطراف على الأرض في عين عيسى؛ لحثهم على العودة إلى وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر العام 2019، مشددا على أن واشنطن ليست غائبة عما يجري في عين عيسى.
وحول الحديث عن تشكيل معارضة سورية جديدة، أوضح أن الإدارة الأمريكية ليس لديها أي توجه لتشكيل منصات معارضة جديدة، ولكن في المقابل لا تمنع الولايات المتحدة أي سوري من التعبير عن موقفه السياسي.
إلى تفاصيل الحوار:
ما هو الموقف الأمريكي في عين عيسى.. خصوصا في ظل توجه قوات سوريا الديمقراطية “قسد” للتوجه إلى التعامل مع النظام السوري؟
لا أستطيع الإجابة على فرضيات لم تحصل (توجه “قسد” إلى النظام السوري)، ولكن ما أستطيع قوله إن الموقف الأمريكي يعمل مع كل الأطراف؛ لحثهم على العودة إلى وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر العام 2019 وهو في مصلحة كلا الطرفين، ما نريد أن نراه في الولايات المتحدة، هو نزع فتيل الأزمة ووقف إطلاق النار وعودة الهدوء إلى تلك المناطق؛ حتى يتمكن الأهالي إلى العودة إلى حياتهم الطبيعية.
نحن نقوم بالعمل عبر القنوات الدبلوماسية وعبر شركائنا، ولسنا غائبين عن الموقف في عين عيسى، ونتواصل بشكل قريب عبر جميع الشركاء فيما يتعلق بشمال شرق سوريا، وموقنا وجهودنا واحدة، وسياسة الولايات المتحدة واضحة لجميع الفاعلين على الأرض، ولكن بما لا تظهر إلى العلن؛ لأننا نعمل عن طريق القنوات الدبلوماسية.
هل عملت الولايات المتحدة بين تركيا و”قسد” لإحلال الاستقرار في شمال شرق سوريا؟
نقوم بجهد كبير بالتواصل مع جميع الأطراف على الأرض؛ لمنع التصعيد وإزالة فتيل الأزمة على الأرض، ونتحدث مع جميع الأطراف الذين لا يتحدثون مع بعض (تركيا – قسد)، ونقوم بدور الوسيط ومحاولة إقناع الجميع عن طريق الطرق الدبلوماسية والسياسية؛ لحل الخلافات بالحوار لا العنف، كما نقوم برعاية مبادرات السلام، ولا نزال نركز عليها على الأرض، ومثال على ذلك رعاية الحوار مع الأحزاب الكردية حتى يتجاوزوا خلافاتهم، ويجلسوا على طاولة الحوار للوصول إلى اتفاق يؤدي إلى استقرار مناطق شمال شرق سوريا، وعودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية.
إلى متى تنتظر الولايات المتحدة الحوار (الكردي- الكردي) وهل هناك جولة جديدة؟
الجهات الكردية التي جلست على طاولة الحوار، حدث بينهم تقارب في وجهات النظر، وحققوا الكثير من التفاهمات، ولكن ليس هناك تاريخ محدد لنهاية الحوار الكردي واستئنافه، نحن نسمع من جميع الأطراف ونرى أن الجميع متحمس لهذا الحوار الذي ندعمه، ولكن يمكن القول إن استمرار جولات الحوار قريب جدا بدعم أمريكي، أما بالنسبة للجدول الزمني، فلا يمكن القول إن هناك وقت معين لانتهاء مبادرة الحوار، إلا أنهم عندما جلسوا مع بعضهم البعض كان هناك نتائج جيدة.
صرح المبعوث الأمريكي جويل رايبورن أن الإدارة الأمريكية متفائلة بحل سياسي في سوريا.. ماهي المعطيات لتفاؤلكم.. وما هو موقف الإدارة الجديدة في العام 2021؟
النظام خسر فرصة حسم هذا الصراع في سوريا وقدرته على فرض نتيجة معينة للصراع، والأسد ليس له أي خيار آخر سوى الحل عن طريق مجلس الأمن عبر القرار 2254 ومتابعة العملية السياسية، ونقيس التقدم الآن في سوريا بإغلاق كل الخيارات العسكرية، وحصر الحل السياسي عبر مجلس الأمن وليس هناك أمام الأسد إلا خيار الحضور إلى طاولة المفاوضات تنفيذا لقرار مجلس الأمن 2254 فقط.
هل الولايات المتحدة ترى ضرورة لتشكيل معارضة جديدة غير الائتلاف.. في ظل الحديث عن تشكيل جديد؟
سمعنا شائعات عن تشكيل معارضة جديدة.. لكن هذا الأمر غير صحيح وليس لنا أي علاقة فيها، والإدارة الأمريكية ليس لديها أي توجه لتشكيل منصات معارضة جديدة ولكن في المقابل لا تمنع الولايات المتحدة أي سوري من التعبير عن موقفه السياسي، إلا أن الولايات المتحدة لا تسعى لتشكيل أي حزب أو منصة جديدة على الساحة السورية.
ونحن قدمنا نصائح للمعارضة السورية ليبقوا موحدين سياسيا ومهنيا، وأن يكون كل شيء موحد وعلى تنسيق، وفي النهاية هدف واشنطن هو تنسيق جهود المعارضة.
هناك تحرك ملحوظ لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” واحتجاجات مدنية في دير الزور.. هل تفكر الولايات المتحدة بإعادة النظر في وضع هذه المناطق في ظل تهميش الدور العربي؟
هناك حاجة للعمل الجماعي في مناطق شمال شرق سوريا وفي دير الزور للعمل على الأمن والاستقرار في العام 2021، في العام 2019 كانت هذه المناطق خاضعة للأعمال العسكرية وكانت المرحلة للتعامل معها مرحلة عسكرية لكن في العام 2020 كان التعامل على أساس مرحلة الاستقرار، وهذا العمل يجب أن يستمر.. ونتفهم ما يجري هناك، ونستمع إلى شركائنا وما نراه في المستقبل أن التحالف سيعمل عبر طرق أخرى غير الطرق العسكرية.