مصدر يكشف لـ “ملفات سوريا” كواليس الاجتماع بين روسيا و”قسد” في عين عيسى .. وقصة التهديد الروسي
أحمد علي (الحسكة)
أفاد مصدر عسكري تابع لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في بلدة عين عيسى لـ “ملفات سوريا” فضل عدم ذكر اسمه، وكان حاضراً في الاجتماع الذي جرى بين روسيا وعدد من قيادات “قسد” في عين عيسى بتاريخ 5 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بأن الاجتماع عقد بهدف منع وإيقاف هجمات الفصائل المدعومة من تركيا المتزايدة مؤخراً على البلدة.
وقال المصدر: “كان واضحاً من خلال مطالب روسيا أن تلك الهجمات تجري بإيعاز من روسيا، لأن الأخيرة وبدل أن تتحدث عن التزاماتها بتعهداتها كضامن لاتفاقية استانا وإيقاف الخروقات والهجمات، طالبت فورا من قوات سوريا الديمقراطية إخلاء عين عيسى وتسليمها كاملة للحكومة السورية”.
وأشار المصدر إلى أن “النبرة الروسية في الاجتماع كانت تهديدية أكثر منها تفاوضية”، منوهاً بأنها كانت تريد خلق تصور لدى “قسد” بأن الفصائل ستجتاح البلدة في أية لحظة وبمجرد خروج القوات الروسية منها.
وأكد أن قيادات “قسد” رفضت تلك الاستفزازات الروسية وذكّرت روسيا بأنه وبموجب الاتفاق الذي تعهد به التحالف وروسيا إيقاف هجوم الفصائل المدعومة من تركيا العام المنصرم هو انسحاب قسد 32 كيلو متراً عن الحدود التركية، فيما بلدة عين عيسى تبعد عن الحدود حوالي 40 كيلو متر، لذا فإنه لاحجج لتركيا والفصائل المدعومة منها في الهجوم على البلدة ودخولها، وطالبت “قسد” من روسيا الالتزام بالتعهد بدلاً من التهديد.
ونوه المصدر بأن الطرف الروسي طرح بعدها اقتراح آخر على “قسد” وهو أن تنسحب قواتها من أطراف البلدة ومن الطريق الدولي وإبقاء مربع أمني لمؤسسات تابعة للإدارة الذاتية و”قسد” داخل البلدة على غرار المربعات الأمنية للنظام في القامشلي والحسكة.
وأضاف أن “قسد” رفضت أي مقترح بتسليم البلدة للجيش السوري، منوهاً أنها تمسكت بقرارها لأن التحالف الدولي كان قد طلب منها رفض تسليم البلدة للحكومة السورية بأي شكل والتمسك بالبلدة لحين انتهاء ولاية ترامب.
وأشار إلى أن أمريكا أكدت لهم بأنه لا يحق للفصائل المدعومة من تركيا توسيع مناطق سيطرتها إلى عين عيسى وأن كل ذلك القصف ماهو إلا استفزاز متفق عليه بين تركيا ورسيا لفرض التنازلات على “قسد” مستغلين فترة الفراغ في السلطة الأمريكية.
وأكد المصدر أنه وبعد أن عجزت روسيا من اقناعنا تسليم البلدة عادت مجدداً لنشر قواتها على الطريق الدولي وأطراف عين عيسى، وعليه ومنذ 3 أيام توقفت الهجمات وقصف الفصائل على البلدة بشكل كلي وبدأ الأهالي النازحون بالعودة إليها تدريجياً.
يذكر أن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قد صرح في وقت سابق خلال حوار له مع مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية بأن “قسد” هي صاحبة القرار في المنطقة، وواصفاً القوات الروسية بـ “الضيوف”، وبأنهم _ أي “قسد” _ يرافقون الدوريات الروسية التي تتجول في شمال شرق البلاد، مضيفاً أن وجود هذه القوات كان بسبب الانسحاب الأمريكي الذي نجم عنه الدخول التركي لمناطق في شمال وشرق سوريا، بحسب وصفه.