آخر تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا
ملفات سوريا (متابعات)
قدمت كل من روسيا وأوكرانيا اليوم الأحد حصيلة جديدة لخسائر الطرف الآخر في الحرب الدائرة بينهما منذ 4 أيام، في وقت تدور فيه حرب شوارع في ثاني أكبر مدن أوكرانيا بعد دخول القوات الروسية إليها، وقالت هنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية فقدت نحو 4300 جندي خلال غزوها أوكرانيا، مضيفة أن القوات الروسية فقدت نحو 146 دبابة، و27 طائرة، و26 طائرة مروحية.
ونقلت وكالة رويترز عن أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني قوله إن قواتهم دمرت نصف الآليات الروسية التي دخلت خاركيف، وأضاف أريستوفيتش أن الوضع لم يتغير بدرجة كبيرة في أوكرانيا، والبلاد تسيطر على الأراضي غربي كييف والقوات الروسية لم تتقدم جنوبا.
من جانبه، أكد رئيس هيئة الأركان الأوكراني مقتل أكثر من 3 آلاف جندي روسي وأسر أكثر من 200 آخرين وتحطم 16 طائرة و102 دبابة، مضيفا “دمرنا عشرات الطائرات والمروحيات والدبابات الروسية، والعدو فقد المبادرة”، وأشار إلى أن طائرة مسيرة من طراز “بيرقدار” دمرت رتلا للقوات الروسية في منطقة خيرسون.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية إن تركيز القوات الروسية ينصب على منطقتي بوليسيا وسيفرسكي من أجل حصار كييف.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، تدمير 975 منشأة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بداية عمليتها الخميس الماضي، وذكرت الوزارة، في بيان، أن قواتها شنت خلال أمس السبت ضربات جديدة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى باستخدام صواريخ مجنحة من الجو والبحر ضد منشآت البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا.
وأوضح البيان أن بين المنشآت المستهدفة 23 نقطة تحكم ومركز اتصالات للقوات الأوكرانية، و31 قطعة من منظومات “إس-300″ (S-300)، و”بوك إم-1″ (Buk M-1) و”أو إس إيه” (Osa) للصواريخ المضادة للطائرات و48 محطة رادار، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم.
كما أسقطت القوات الروسية 8 طائرات مقاتلة أوكرانية و7 مروحيات و11 طائرة بدون طيار، إضافة إلى صاروخين تكتيكيين من طراز “توشكا-يو” (Tochka-U)، وفق البيان، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن على القوات الروسية الخاصة أن تكون مستعدة دوما للدفاع عن البلاد.
وكانت القوات الروسية قد دخلت ثاني أهم مدينة في أوكرانيا، وأعلنت حصار مدينتين أخريين، بيد أن وكالة رويترز نقلت عن حاكم مدينة خاركيف تأكيده أن القوات الأوكرانية باتت تسيطر بشكل كامل على المدينة.
ونقلت وكالة رويترز عن مستشار وزير الداخلية الأوكرانية قوله إن القوات الروسية دخلت مدينة خاركيف، وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا من حيث المساحة والسكان، وهي العاصمة القديمة، وأكبر مركز صناعي وثقافي وعلمي في البلاد.
وأكد رئيس مجلس إدارة الدولة في خاركيف أن القوات الروسية دخلت المدينة ويتم التعامل معها، مؤكدا أنه “لا صحة لاستسلام جنودنا، ونخوض قتالا عنيفا ضد القوات الروسية في المدينة”، فيما قال الحاكم المحلي، أوله سينغوبوف، إن القوات الأوكرانية تقاتل القوات الروسية في شوارع مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا اليوم الأحد، وأضاف سينغوبوف أن “مركبات خفيفة للعدو الروسي اقتحمت خاركيف بما في ذلك وسط المدينة”.
وأظهرت مقاطع مصورة بثها أنطون هيراشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني -على تطبيق “تليغرام” (Telegram) وموقع دائرة الاتصالات الخاصة وحماية المعلومات التابعة للدولة في أوكرانيا- عدة مركبات عسكرية خفيفة تتحرك على طول أحد الشوارع، ودبابة محترقة بشكل منفصل.
ونقلت وكالة رويترز عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قواتها تحاصر مدينة خيرسون وبيرديانسك جنوبي أوكرانيا، كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها -اليوم الأحد- إن القوات الروسية “طوقت تماما” مدينتي خيرسون وبيرديانسك بجنوب أوكرانيا، وسيطرت على بلدة هينيشيسك ومطار بالقرب من خيرسون.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية “تاس” عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف قوله إنه “خلال الساعات الـ24 الأخيرة، أحكمت القوات المسلحة الروسية حصارها على مدينتيْ خيرسون (290 ألف نسمة) وبيرديانسك (110 آلاف نسمة)”.
وبشأن محاولات السيطرة على العاصمة، أكد الجيش الأوكراني أن القوات الروسية “تواصل هجومها لتحصين كييف” بعد أن “أكملت إعادة تجميع وحداتها” على الجبهة الشمالية، وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية إن القوات الأوكرانية أسقطت صاروخ “كروز” (Cruise) أطلق على كييف من بيلاروسيا اليوم الأحد، في حين ذكر مراسل لرويترز أنه سُمع دوي انفجار غربي وسط مدينة كييف اليوم بعد دقائق من إطلاق صفارات الإنذار.
وفي أبرز تطورات اليوم الرابع من الحرب الروسية على أوكرانيا، قال مسؤولون اليوم الأحد إن القوات الروسية هاجمت منشآت نفط وغاز في أوكرانيا، مما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة في الوقت الذي يستعد فيه الحلفاء الغربيون لفرض عقوبات جديدة، بما في ذلك منع البنوك الروسية الرئيسية من نظام المدفوعات العالمي الرئيسي “سويفت” (SWIFT).
وقالت رئيس بلدية فاسيلكيف بجنوب غربي كييف إن الصواريخ الروسية أدت إلى إشعال النار في محطة نفطية في البلدة. وأظهرت منشورات على الإنترنت تسبب الانفجارات في تصاعد ألسنة اللهب والدخان الأسود في سماء الليل، وقال الانفصاليون المدعومون من روسيا في إقليم لوغانسك بشرق البلاد إن صاروخا أوكرانيًا فجّر محطة نفطية في بلدة روفينكي.
وذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن صاروخا روسيًا استهدف خزانات النفط في قاعدة “كلو” التي تزود الدبابات بالوقود والغاز، كما قالت الخدمة الحكومية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا -اليوم الأحد- إن القوات الروسية فجرت خط أنابيب للغاز الطبيعي في مدينة خاركيف الأوكرانية.
ولم يتضح على الفور مدى أهمية خط الأنابيب وإذا ما كان التفجير قد يعطل شحنات الغاز خارج المدينة أو البلاد. ورغم الحرب، فإن أوكرانيا تواصل شحن الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.
من جهتها قالت هيئة مراقبة الطاقة النووية الأوكرانية إن قصفا روسيا أصاب مخزنا لحفظ النفايات النووية في كييف لحظة وجود عمال داخله، وقالت الوكالة إن العاملين في المنشأة أبلغوا -عبر الهاتف- عن إصابة المكان من ملجئهم الذي احتموا به في أثناء القصف، وإنهم لن يستطيعوا الوصول إلى المنشأة وتحديد حجم الضرر الفعلي.
على صعيد آخر أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد أن أوكرانيا ستنشئ فيلقا “دوليا” أجنبيا للمتطوعين من الخارج، وقال زيلينسكي -في بيان- “سيكون هذا الدليل الرئيسي على دعمكم لبلدنا”، وأكد أن ليلة أمس السبت كانت وحشية، وشهدت قصفا روسيا للبنية التحتية المدنية، وأن من وصفها بـ”القوات المحتلة تهاجم كل شيء حتى سيارات الإسعاف”.
وقال مسؤولان أميركيان بارزان إن القوات الروسية التي تهاجم أوكرانيا تواجه مقاومة من الجيش الأوكراني “أشد مما كان متوقعا”، بالإضافة إلى صعوبات غير متوقعة في إمدادات القوات، وأضاف المسؤولان -في تصريحات لشبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية- أن روسيا تعاني من “خسائر فادحة” في الأفراد والطائرات أكثر مما كان متوقعا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية كان أداؤها أفضل مما كان متوقعا في تقييمات الاستخبارات الأميركية قبل الهجوم الروسي.
وقال مسؤول عسكري أميركي كبير إن روسيا لم تحقق بعد تفوقا جويا على أوكرانيا، حيث تقاتل أنظمة الدفاع الجوي والقوات الجوية الأوكرانية للسيطرة على المجال الجوي، وأضاف المسؤول “الدفاعات الجوية الأوكرانية، بما في ذلك الطائرات، لا تزال صالحة للعمل وتواصل الاشتباك ومنع الطائرات الروسية”.
وقال مسؤول إنه حتى مساء أمس السبت، لم تر الولايات المتحدة أي مؤشر على سيطرة الجيش الروسي على أي مدينة أوكرانية، حتى مع تحرك القوات الروسية لتطويق بعض التجمعات السكانية، بما في ذلك العاصمة كييف.
وأوضح أحد كبار المسؤولين الأميركيين أن روسيا توقعت تحقيق نصر سريع، وربما أهملت التخطيط للتزود بإمدادات كافية. وأوضح مسؤول أن خطوط الإمداد تعد “نقطة ضعف”.