حوار: جلال سيريس
شهدت الليرة التركية، خلال الأشهر القليلة الماضية، تراجعاً كبيراً في سعر صرفها أمام الدولار، إذ سجلت اليوم الإثنين، 8.4 ليرة للدولار الواحد، لتخسر نحو 30 بالمئة من قيمتها أمام الدولار الأمريكي منذ بداية العام الجاري.
وقال وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة د. عبد الحكيم المصري لـ “ملفات سوريا” إن “بنية الاقتصاد التركي لعبت دوراً كبيراً في انهيار الليرة التركية، كونه يعتمد على الاستثمارات الخارجية بشكلٍ كبير، وهذا ما حمل الدولة التركية ديوناً كبيرة، من خلال الفوائد وتسديد الأقساط الضخمة سنوياً، إضافةً إلى انخفاض سعر الفائدة الذي وصل إلى مستوى أقل من معدل التضخم”.
وأضاف “المصري” أنَّ “الوضع السياسي لعب دوراً كبيراً في انهيار الليرة التركية مقابل الدولار، فكثير من الدول ضد السياسة التركية، مما أدى إلى تركيا إلى الدخول في حرب سياسية مع هذه الدول”.
من جانبه أرجع الخبير الاقتصادي سمير طويل سبب تراجع صرف الليرة التركية لعدة أسباب، منها ما هو مرتبط بتفشي فايروس كورونا، وانخفاض مستوى السياحة في تركيا وخصوصاً أننا قريبون من عطلة رأس السنة وعيد الميلاد، وآخر بسبب العلاقات المتأزمة مع عدد من الدول الإقليمية.
وقال “طويل” في تصريح لـ “ملفات سوريا” إنَّ “الاقتصاد التركي يعتمد بشكل رئيسي على السياحة بشقيها العادي والعلاجي، وهذه السياحة تأثرت بشكل كبير، جراء انتشار جائحة “كوفيد 19″، فلم يعد هناك توريد دولار إلى تركيا، لذلك شهدنا بدء الانهيار من بداية شهري آذار (مارس) وأيار (مايو) السابقين، هذا إذا ما ذكرنا أيضاً انخفاض الصادرات الاقتصادية بسبب الجائحة”.
وأشار إلى أنَّ “هناك أسباب أخرى مرتبطة بكون تركيا حسب موقعها الجغرافي تعتمد بسبب كبير من خلال مطارها على الترانزيت، وهذا ما أثر بشكل مباشر على قطاع الطيران”، وأشار أيضاً إلى تأثر الاقتصاد التركي إلى الأوضاع العسكرية الجارية بين أرمينيا وأذربيجان، وأضاف أنَّ التوتر السياسي الحاصل بين تركيا وبعض الدول الأوروبية أثر بشكل كبير على سعر صرف الليرة التركية.