اقتصاد

“كريسنت إنيرجي” الأمريكية تبدأ العمل في نوفمبر

ميزكين غورسيه (القامشلي)

أفاد مصدر مطلع على سير الاتفاقية الموقعة بين الإدارة الذاتية المتمثلة بقيادة قوات سوريا الديمقراطية من جهة والشركة الأمريكية “دلتا كريسنت إنيرجي”، أن الشركة ستبدأ عملها الرسمي في حقول رميلان مطلع شهر تشرين الأول المقبل.

وتنص الاتفاقية التي كشفت عنها السيناتور الأمريكية “ليدنسي غراهام” على بناء الشركة الأمريكية مصفاتين للنفط بسعة إنتاجية تصل إلى 20 ألف برميل يومياً كمرحلة أولى على أن تزداد الطاقة الإنتاجية لـ 350 ألف برميل بعد ستة أشهر من العمل.

وحتى الآن لم تفصح الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن التفاصيل الكاملة للاتفاق النفطي، واكتفت الإدارة بالقول “ثمة عقود من شركات عدة قيد الدراسة”، وهو ما يُشير إلى وجود شركات أجنبية وربما من بينها روسية تريد الاستثمار في شمال وشرق سوريا حيث يتركز فيه القسم الأكبر من حقول النفط والغاز السوري.

وبحسب التسريبات التي كشف عنها المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه سيبدأ العمل في حقول رميلان الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات عن الحدود السورية التركية، والخطوة الثانية في حقول الشدادة بريف الحسكة.

وتضم حقول رميلان 1250 بئرا نفطيا كان انتاجها قبل الثورة 90 ألف برميل، أما اليوم لا يتعدى 15 ألف برميل، ولا يستخرج النفط إلا من الآبار ذاتية التشغيل لتدني تكاليف الانتاج ولا تحتاج لآلات وخبرة كبيرة، إذ تقسم آبار رميلان إلى ميكانيكية وذاتية الدفع مناصفة.

الولايات المتحدة والتحالف الدولي ليست جزءا من الاتفاقيات النفطية الأخيرة مع الشركات الأمريكية الخاصة، ما يثير تساؤلات حول توفير الحماية للشركة في حال حدوث هجوم تركي

وكانت شبكة CNN الأمريكية نقلت في وقت سابق عن “جيمس كين” أحد مؤسسي شركة “دلتا” وسفير أمريكا الأسبق بالدنمارك: “أذن لنا بالمشاركة في جميع جوانب تطوير الطاقة والنقل والتسويق والتكرير والاستكشاف، ومساعدة الناس في المنطقة على إدخال منتجاتهم إلى السوق الدولية”.

خطة أمريكية لتسويق النفط

تصريحات “كين” تدل على وجود خطة أمريكية غربية لتسويق النفط أيضاً وليس استخراجه فقط، وطرق النقل المتوفرة حالياً للموانئ هما، الأول عبر الأردن مروراً بالتنف وهذا يتطلب مواجهة عسكرية بين “قسد” وقوات التحالف الدولي من جهة ومع إيران والنظام السوري ومن ورائهم روسيا من جهة أخرى، والاحتمال الثاني من خلال الموانئ التركية عبر أراضي إقليم كردستان العراق، وهذا سيعني تنسيقاً أمريكياً تركياً، وفق المعطيات الحالية.

لكن المتحدث السابق للتحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية مايلز كاكينز وخلال مؤتمر صحفي يوم الخميس في شمال وشرق سوريا بمناسبة انتهاء مهمته كمتحدث رسمي قال إن “الولايات المتحدة والتحالف الدولي ليست جزءا من الاتفاقيات النفطية الأخيرة مع الشركات الأمريكية الخاصة”، وهو ما يثير تساؤلات عدة حول آليات توفير الحماية لهذه الشركة في حال حدوث هجوم تركي على المنطقة.

ويُشير المصدر، إلى أن الإدارة السياسية والعسكرية في شمال وشرق سوريا دفعت الشركة الأمريكية نحو الاستثمار في حقول رميلان والشدادي، رغم إصرار الأخير على العمل في حقول دير الزور.

وتلمح تركيا بين الفينة والأخرى إلى نيتها استكمال مخططها في شرق الفرات، وهو التوغل العسكري مسافة 35 كيلومترا على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا.

وأثارت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الموالية لفصائل المعارضة الموالية لتركيا خوفاً وهلعاً بين سكان منطقة الدرباسية المجاورة لمدينة رأس العين التي تسيطر عليها القوات التركية، عن قرب عمل عسكري هناك، لكن مصادر عسكرية ومدنية عدة في المدينة قالت إن الوضع طبيعي ولا توجد تحركات تُشير إلى احتمال حدوث أي عمل عسكري.

وكان المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “مصطفى بالي”، قال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ككلينز في معرض إجابته على أسئلة الصحفيين، إنه لا يتوقع هجوماً تركياً على شمال وشرق سوريا خلال العام الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى