Featuredسياسة

الفصائل على أبواب عين عيسى .. هل أعطت روسيا الضوء الأخضر لتركيا لدخول البلدة؟

(متابعات)

أعلنت الفصائل العسكرية المدعومة من تركيا ليل الخميس، الوصول إلى بوابة عين عيسى شمال الرقة، بعد سيطرتها على قريتين هناك بعد اشتباكات عنيفة دارت بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

ونشر فصيل أحرار الشرقية المدعوم تركياً، مقطعاً مصوراً يعلن خلاله السيطرة على قريتي الجهبل والمشيرفة المتاخمتان لبلدة عين عيسى، بعد اشتباكات وصفت بالعنيفة بين فصيل أحرار الشرقية و”قسد” على محور بلدة عين عيسى استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصادر ميدانية قولها إن الفصائل المدعومة من تركيا استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى قرى “أبو خرزة” و”سلوم” و”رمانة” المقابلة لقريتي “الهوشان” و”الخالدية” المحاذية لطريق (حلب-الرقة- الحسكة) المعروف باسم (M4) شرقي عين عيسى، ومن ضمنها دبابات ومدافع ثقيلة وعربات وسيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة.

وسبق هجوم الفصائل على قرى عين عيسى بأيام اجتماع دار بين روسيا وعدد من قيادات “قسد” في عين عيسى بتاريخ 5 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، استخدم خلالها الجانب الروسي وفقاً لمصدر خاص لـ “ملفات سوريا” لهجة “تهديدية أكثر منها تفاوضية”، مؤكداً أنَّ الفصائل ستجتاح البلدة في أية لحظة بمجرد خروج القوات الروسية منها، إذا ما رفضت “قسد” تسليمها للجيش السوري.

وأضاف المصدر أنَّه “كان واضحاً من خلال مطالب روسيا أن تلك الهجمات تجري بإيعاز من روسيا، لأن الأخيرة وبدل أن تتحدث عن التزاماتها بتعهداتها كضامن لاتفاقية أستانا وإيقاف الخروقات والهجمات، طالبت فورا من قوات سوريا الديمقراطية بإخلاء عين عيسى وتسليمها كاملة للحكومة السورية”.

هجوم الفصائل على البلدة يتزامن أيضاً مع انسحابات عسكرية تركية من نقاط المراقبة المتواجدة في مناطق سيطرة الجيش السوري في كل من أرياف حلب وإدلب وحماة، وسط أنباء عن اتفاق روسي تركي، بسحب هذه النقاط، في مقابل موافقة روسية على دخول تركيا إلى عمق محافظة الرقة، لقطع الطريق أمام “قسد” من وصل مناطق سيطرتها في ريف حلب الشرقي مع منطقة الجزيرة شرقاً.

ويأتي تمسك “قسد” بمدينة عين عيسى، وعدم موافقتها تسليمها للجانبين الروسي والجيش السوري بعد التطمينات التي حصلت عليها سابقاً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بأنَّه لا يوجد خطة حالية لدخول الفصائل المدعومة تركياً إلى بلدة عين عيسى، وفي حال هجومها على البلدة، ستساند قوات التحالف الدولي “قسد” في منع سيطرة الفصائل عليها، بحجة أنَّ البلدة تبعد عن الحدود التركية مسافة 40 كم، والاتفاق التركي الروسي ينص على وجوب منع أي تواجد لـ “قسد” على عمق أقل من 32 كم عن حدودها.

ويأتي هذا كله في وقت صرح فيه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية بأن “قسد” هي صاحبة القرار في المنطقة، واصفاً القوات الروسية بـ “الضيوف”، وبأنهم _ أي “قسد” _ يرافقون الدوريات الروسية التي تتجول في شمال شرق البلاد، مضيفاً أن وجود هذه القوات كان بسبب الانسحاب الأمريكي الذي نجم عنه الدخول التركي لمناطق في شمال وشرق سوريا، بحسب وصفه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى