Featuredسياسة

هل يستعيد “داعش” حيويته مجدداً؟

جلال سيريس (أسطنبول)

تزايدت في الفترة الأخيرة هجمات تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، من خلال استهدافها للجيش السوري وحلفائه، في مناطق متفرقة في سوريا، كان أكبرها في ريف مدينة دير الزور.

وذكرت دراسة للباحث جريجوري ووترز على موقع “cgpolicy” الأمريكي، أن معظم هجمات التنظيم خلال كانون الثاني (يناير) 2019 و31 تموز (يوليو) 2020 كانت في دير الزور بإجمالي 115 هجوم، بينها 30 هجوما عالية الجودة، يليها حمص بـ 113 هجوم بينها 30 عالية الجودة، ومن ثم الرقة بـ 20 هجوما بينها ثمانية عالي الجودة، ويليه حماة بـ 15 هجوما بينها خمس هجمات عالية الجودة وأخيراً خمس هجمات في حلب بينها ثلاث هجمات عالية الجودة.

وشرح الباحث معنى عالية الجودة في دراسته مؤكداً أنه يجب أن تتوافر فيها ستة مقومات، وهي:
1- هجمات داخل أي منطقة سكنية يسيطر عليها الجيش السوري أو في مناطق الجيش “الآمنة”.
2- الهجوم على نقاط التفتيش والتي تخلف ثلاثة قتلى على الأقل، وتسفر عن أسر جنود، أو تكون جزءً من هجمات منسقة أكبر.
3- هجمات تؤدي إلى مقتل ضابط برتبة رائد أو أعلى.
4- استخدام نقاط تفتيش وهمية.
5- استخدام الألغام أو العبوات الناسفة وتخلف ثلاثة قتلى على الأقل.
6- استخدام مضادات الدروع.
وأشارت الدراسة أيضاً أن تنظيم “الدولة الإسلامية” شن في نيسان (أبريل) 2019، أكبر هجوم له، حيث نصب كمينًا لكتيبة من القوات الخاصة التابعة للجيش السوري على المنحدر الجنوبي لجبل بشري، وقتل أكثر من عشرة عناصر بينهم قائد الكتيبة، إضافةً إلى قتله عشرة آخرين في قتال استمر على مدى اليومين التاليين، وإجبار الجيش السوري على تغيير مساره وتُرك “داعش” يسيطر بالكامل على جبل بشري والتي تبعد 55كم غرب مدينة دير الزور.

(أرشيف)

ووفقاً للموقع أن تنظيم “داعش” يمتلك ثلاثة تجمعات رئيسية لمقاتليه، تتوزع في جنوب غرب دير الزور، وجبل بشري، ومساحة من الأراضي التي تشمل كامل الحافة الشرقية لمحافظة حمص من تدمر مروراً بالسخنة إلى التنف وصولاً إلى محطة ضخ النفط T2 و فيضة بن معينة غرب دير الزور، مشيراً إلى أنَّ عناصر التنظيم يتنقلون بين هذه المناطق حسب الحاجة، بالإضافة إلى وجود أعداد محدودة من الخلايا النائمة للتنظيم في أرياف الرقة وحلب وحماة.

ونقل الموقع عن محمد حسن الخبير في شؤون “داعش” أن هناك ما بين 1500 و 1800 مقاتل في سوريا، بينما قال قائد قوات سوريا الديمقراطية، العماد مظلوم عبدي، إن هناك أكثر من 1000 مقاتل.

وأشار الكاتب إلى أنَّ النظام السوري وحلفاؤه أثبتوا أنهم غير قادرين على إنهاء تواجد التنظيم في البادية وسط سوريا التي تستغلها “داعش” بنجاح ليس فقط لتنمو أقوى محليًا ولكن أيضًا لدعم العمليات الإقليمية، واضاف أن خلايا البادية أظهرت مستوى عالٍ من جمع المعلومات الاستخبارية، وتتلقى بعض الدعم المحلي، وإمداد عملياتها بالكامل من مصادر محلية.
وأنهى الباحث مقاله بالقول إن تنظيم الدولة الإسلامية استغل الفساد المتفشي بين ضباط الجيش السوري، حيث من خلال الرشاوي المقدمة لهم، تمكن التنظيم من التوسع في المنطقة، بالإضافة إلى السماح لهؤلاء الضباط لعناصر التنظيم من التنقل بحرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى