Featuredسياسة

الصراع “الروسي-الإيراني” يهبط على الأرض

أسعد الفرج (دير الزور)
خالد علوان (درعا)

بعد أن تقاسمت روسيا وإيران منذ بداية الصراع في سوريا الجو والأرض، حيث قضت التفاهمات بين الطرفين بأن  تستحوذ إيران على الأرض وروسيا على الجو، تغيرت المعادلة العسكرية على أرض الواقع، تبعا لتراجع المعارك بين المعارضة المسلحة والجيش السوري المدعوم من روسيا والميليشيات الإيرانية.

وتشير مصادر “ملفات سوريا” على الأرض أن الصراع (الروسي- الإيراني) الروسي، بات واضحا وملموسا على الأرض، حيث تحاول الدولتان توسيع قواعدهما وثبيتها لضبط إيقاع الصراع.

وبحسب المصدر، فإن روسيا بدأت تتحرك في دير الزور أكثر من أي وقت مضى، وتنشئ قواعد عسكرية وأمنية، بعد أن كان دورها توجيه ضربات جوية لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العام 2017 – 2018.

وكشف مراسلنا أن روسيا أنشأت مراكز استخباراتية في محيط المناطق التي تسيطر عليها إيران في ريف دير الزور، ومنها في قرية مظلوم القريبة من المحافظة، حيث زودت المركز بأجهزة اتصالات، كما أنشأت مركزا أمنيا متخصصا برصد الاتصالات في بلدة الصالحية بريف البوكمال حيث تنتشر أيضا الميليشيات الإيرانية.

وفي وقت سابق، بدأت روسيا تتوسع في دير الزور، ودفعت بشركات حراسات أمنية في دير الزور، بينما تعتبر المدينة أبرز مقرات وساحة نفوذ للميليشيات الإيرانية، وخصوصا الحرس الثوري.

وكانت دوريات من الشرطة العسكرية الروسية، تجولت قرب معبر البوكمال الحدودي في الصيف الماضي، بعد تزايد القلق الإيراني من ضربات التحالف الدولي وإسرائيل.

وفي درعا أيضا بدت تطفو ميدانيا ملامح صراع لتوسيع النفوذ والقواعد بين روسيا وإيران، إذ أكد مراسلنا تزايد هذا الصراع، خصوصا بعد أحداث مدينة السويداء واشتباكات بين الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، والدفاع الوطني المحسوب على الميليشيات الإيرانية.

ويؤكد مراسلنا أن قيادات من حزب الله اللبناني، منها مسؤول وحدة الدعم العمليات الخارجية للدعم المكاني وآليات العمل خارج لبنان، زار درعا مطلع الشهر الجاري، وتوجه إلى مدينة الحراك برفقة عقيد إيراني وعقيد من الفرقة الخامسة في الجيش السوري، لتشكيل قوى رديفة تتبع للحزب وتكون موجهة ضد تمدد الفيلق الخامس، على أن يكون هذا التشكيل الجديد من أبناء المنطقة.

وتشير المعطيات إلى تصاعد التوتر الروسي الإيراني في مدينة درعا، على وجه الخصوص، بسبب تنامي سطوة الفيلق الخامس بقيادة أحمد العودة، الأمر الذي يعني تراجع السيطرة الإيرانية في أهم محافظة استراتيجية بالنسبة لإيران، حيث تظل على الحدود (السورية – الإسرائيلية).

اللافت أن قواعد السيطرة الإيرانية في الجنوب السوري، تفوق القواعد الروسية، إذ بدأت إيران منذ العام 2013 توسيع قواعدها العسكرية إلى جانب الجيش السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى