Featuredسياسة

حرب اغتيالات سرية بين واشنطن وطهران

أحمد إبراهيم (إدلب)

منذ مقتل قائد فيلق القدس الإيراني “قاسم سليماني” مطلع عام 2020، بقصف جوي من طائرة مسيرة أمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي، تجري بعيدا عن الأنظار حرب اغتيالات بين الطرفين، عن طريق أذرعهما في مناطق مختلفة من العالم.

تحدثت وسائل إعلام إيرانية اليوم الجمعة، عن اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، في منطقة آبسرد دماوند في العاصمة الإيرانية طهران، وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية أن عملية الاغتيال تمت عن طريق انفجار تعرضت له سيارته ثم إطلاق الرصاص، مشيرة إلى أن مرافقيه اشتبكوا مع فريق الاغتيال والعملية أدت إلى مقتل شخصين على الأقل.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أمس الخميس أن ضابطا في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) قتل في مواجهة في الصومال خلال عملية جرت الأسبوع الماضي، وهو من قدامى المنخرطين في عمليات القوات الخاصة، وكان في السابق عضوا في فريق النخبة “سيل تيم 6”، دون أن تعلق الوكالة علنا أو تكشف تفاصيل مقتله.

هذا الهجوم ليس الأول الذي يستهدف القوات الأمريكية في أفريقيا، فمطلع العام الحالي نفذت حركة الشباب الصومالية الموالية للقاعدة هجوما نوعيا ضد قاعدة “ما ندا باي” العسكرية في كينيا والتي تستخدمها القوات الأميركية، كأول هجوم جريء وغير معتاد لها خارج حدود الصومال، ما أثار العديد من إشارات الاستفهام حول تاريخ الهجوم ومكانه، عقب مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.

وسواء تم تنفيذ الهجوم على القاعدة الكينية بالتنسيق التام بين النظام الإيراني وقيادة حركة الشباب الصومالية أو أن الحركة نفذته منفردة ردا على تكثيف الهجمات الأميركية ضدها، فالعلاقة بينهما حاضرة في دوافع الهجوم بالنظر لتوقيته وندرة وقوعه، فلم يسبق أن استهدفت الحركة منشأة تضم قوات أميركية خارج الصومال.

وسارعت واشنطن حينها إلى نفي العلاقة بين اغتيال سليماني وهجوم حركة الشباب، والذي أسفر عن تدمير عدد من الطائرات والمركبات، وتزامن مع الرد الإيراني المباشر المتعلق بضرب قاعدتيها في عين الأسد وأربيل بالعراق.

وفي وقت سابق من العام الحالي، سلط تحليل سياسي لمجلة “فورين بوليسي” Foreign Policy الأميركية، الضوء على علاقة طهران بالجماعات المتطرفة في الصومال، مشيراً إلى أن الصومال أضحت ساحة جديدة لإيران للعب دور تخريبي في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عما أسمتهم مسؤولين كبار في الحكومة الصومالية، قولهم إن اهتمامات طهران بالقرن الأفريقي شملت إقامة علاقات سرية مع جماعة “الشباب” المتطرفة، وأنها امتدت لتطال أهدافاً خارج الصومال، كاستخدام تلك المنظمات المتطرفة، لتوجيه الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، وإلى دول أخرى مثل كينيا وتنزانيا وجنوب السودان وموزمبيق وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وشكل مقتل قاسم سليماني فصلا جديدا من فصول العلاقة المتوترة بين أمريكيا وإيران، وتعالت بعده نبرة التهديدات الإيرانية التي لم تتعد حدود الرد بالطرق التي تراها طهران مناسبة، ولا تصل لمرحلة المواجهة المباشرة مع واشنطن، الرد الإيراني الذي من المحتمل أنه يجري من خلال أذرع ايران وحلفاءها في دول مختلفة، فهل تواجهه واشنطن برد مماثل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى