طالب “الهفل” بتوضيح موقفه.. أحمد الخبيل لـ”ملفات سوريا”: مستعدون لطرد إيران في 48 ساعة
حوار جلال سيريس
أكد قائد المجلس العسكري في دير الزور أحمد الخبيل في حوار مع “ملفات سوريا” أن قواته التي تبلغ 15 ألف مقاتل قادرة على طرد الميليشيات الإيرانية من غربي الفرات، إلا أنه ما من اتفاق مع التحالف الدولي في هذا الاتجاه.
وقال إن خلايا تابعة للنظام السوري وإيران تعملان على زعزعة الاستقرار في دير الزور؛ كاشفا عن معتقلين عراقيين وسوريين يعملون لصالح إيران في حوزة المجلس العسكري…
وحول الوضع في دير الزور، جدد مطالبته للشيخ ابراهيم الهفل بإعلان موقفه من النظام بشكل علني من أجل ما سماه وضع النقاط على الحروف حول الولاءات والانتماءات..
فإلى تفاصيل الحوار:
تعرضتم لمحاولتي اغتيال مؤخرا.. ماسبب هذه الفوضى الأمنية؟
الوضع في دير الزور قبل عام كان أفضل من الوضع الحالي، فبعد السيطرة على المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، قمنا بحملة أمنية في الخطوط الخلفية، ولكن بعد هجوم الفصائل المدعومة من تركيا على مناطق شمال شرق سوريا، اضطرت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التوجه للحدود مع تركيا والقتال هناك، وشاركت قواتي بـ750 عسكري، الأمر الذي أدى لانشغالنا. بالإضافة إلى نشاط عدة أطراف في المنطقة مثل الحرس الثوري الإيراني الذي عمل بجدية على تشييع المنطقة وزرع خلايا وعمل تفجيرات تشبه ما يقوم به “داعش”، كما أرسلت “جبهة النصرة” أشخاصا لدير الزور، بالإضافة لخلايا تابعة لهيئة “تحرير الشام”، أضف إلى ذلك الحدود المفتوحة بين سوريا والعراق، ما يجعل أفراد التنظيم يتنقلون بحرية بين صحراء الأنبار والصحراء السورية، وكل هذا أدى لتشكيل حاضنة لـ “داعش” وولايات أمنية قوية، كما أثر الانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا على معنويات المجتمع والمقاتلين على حد سواء.
هل هناك مستمسكات أو أشخاص تم القبض عليهم يتبعون للميليشيات الإيرانية أو للنظام؟
لدينا في السجون موقفون بالعشرات وأدوات تفجير ومعدات مصدرها معامل إيران وألغام مصادرة من هؤلاء الخلايا، سوريون مجندون من الحرس الإيراني، وعدد قليل من العراقيين.
ولكن مرت عام على العملية العسكرية التركية .. لماذا ماتزال الفوضى وخاصة بوجود التحالف الدولي؟
هناك تقصير من كافة الأطراف على مستوى المعدات اللازمة للعمل الأمني كأجهزة مراقبة الاتصالات وكشف الألغام وتفكيكها، ونحن لا نملك إمكانيات دول، فقوات “قسد” والمجالس العسكرية تحصل على الدعم من التحالف الدولي، إلا أنه لم يصل للدعم المطلوب للوصول إلى مستوى العراق أمنيا مثلا، ما يستدعي دعما أكثر من التحالف وحزما أكثر من جهة “قسد”، ولكن ظروف المنطقة بالعموم لا تسمح بشدة أكثر، فالارتباطات العشائرية في المنطقة يمكنها افتعال اشتباك للحصول على مطلوبين، ما يضطرنا لتجنب إشعال المنطقة لتجنب الفتنة.
تتم حملات اعتقال شبه عشوائية في شرق الفرات وسط حالة من الرفض والاستياء لهذا الموضوع ولا تزال تهمة “داعش” ذريعة لتصفية الحسابات، فكيف تتعاملون مع هذه الحالة؟
نحن قوات عسكرية ولسنا قوة أمنية، مهمتنا تتمثل بالدفاع عن حدود المنطقة شرق الفرات والتصدي للهجمات الخارجية، ومؤازرة قوى الأمن الداخلي في عملياتها الواسعة، أما الاعتقالات فهي مسؤولية جهاز مكافحة الإرهاب وقوى الأمن الداخلي، ولكن لا توجد هناك اعتقالات عشوائية، إلا أن الدخول لمنزل أي مطلوب يستوجب أخذ كل الرجال المتواجدين في المنزل، للتأكد من هوياتهم وارتباطهم بالمطلوب، ومن ثم إطلاق سراح غير المتورطين، أما مجلس دير الزور العسكري لا يملك سجونا.
البعض يرى ضعف التمثيل العربي عسكريا وسياسيا وأن المنطقة بيد الكرد فقط؟
يترأس المجلس العسكري 4 شخصيات من العشائر الرئيسة في المنطقة، ولكن الفتن التي حركها الدخلاء على المنطقة قمنا باستدراكها من خلال الحوار مع أبناء المنطقة والوقوف على مطالبهم وتحذيرهم من إثارة الفتن التي لا طائل منها، وطالبنا الشيخ إبراهيم الهفل شيخ العكيدات الخروج على الإعلام وإعلان موقفه من الثورة السورية والنظام، إلا انه رفض التصريح ضد النظام، ما يعني أن المشروع كان مدعوما من النظام.
بماذا ترد على أن قيادة المجلس العسكري في دير الزور عاجزة عن اتخاذ أي قرار بدون الرجوع لقسد؟
هذا أمر بديهي.. ولكن قسد لا يمكنها التدخل بأمورنا الداخلية والعسكرية والتنظيمية، ولكن في حال أردنا محاربة أي جهة، يتوجب علينا مشاورة “قسد” ووضع خطة مشتركة سياسية وعسكرية، أي أن القرارات الداخلية بالمجلس العسكري بيد “أبو خولة”، أما القرارات المصيرية فتتطلب مراجعة “قسد”، باعتبار التحالف بيننا وبين “قسد” الذي هو تحالف يجمع عدة قوى كالصناديد ومجلس منبج العسكري وثوار الشمال وغيرها.
هناك سناريوهات مخاوف في دير الزور من تسوية عسكرية وسياسية، ودخول النظام متواجد في شرق الفرات، ما موقف المجلس العسكري من هذا الطرح؟
يوجد لدينا نظام داخلي للقوات وخارطة طريق وهدف من تشكيل قواتنا، والهدف يتمثل في “سوريا موحدة” لكل السوريين، والحفاظ على دماء شهداء الثورة السورية وأهدافها، والإبقاء على قواتنا وأسلحتنا، وأي اتفاق مع النظام وارد، بشرط إدارة محافظتنا والحفاظ على قواتنا وعدم تسليم سلاحنا، وحفظ حقوق شعبنا، بمعنى فرض نظام فيدرالي جديد، مع التركيز على أن أي قوة عسكرية في المنطقة لا يمكن أن تخرج عن إطار قواتنا، تحت أي وضع.
في أوقات متكررة هل حدث طلب من التحالف الدولي بمواجهة “مجلس دير الزور العسكري” للميليشيات الإيرانية في حال تطلب الأمر؟
لا.. لم يطلب التحالف قتال الميليشيات الايرانية .. اتفاقنا مع التحالف الدولي يتركز على مكافحة الإرهاب في شرق الفرات، وفي حال طرح عملية قتالية ضد الميليشيات الإيرانية، سيتطلب الأمر اتفاقا جديدا، لكننا خضنا 3 معارك ضد الميليشيات الإيرانية بدعم من التحالف الدولي بغطاء جوي كامل، ولكن التحالف لم يطلب منا التقدم وتحرير كامل المنطقة، ونحن باستمرار نطالب بالذهاب للطرف الثاني للسيطرة على كامل المنطقة ويمكننا فعل ذلك خلال 48 ساعة.
كيف شكل العلاقة بينكم وبين الجانب الروسي؟
لا يوجد أي علاقة أو اتفاق بين مجلس دير الزور العسكري والجانب الروسي.
هل ترى أن التطمينات من جانب التحالف الدولي بالبقاء في المنطقة مريحة، وما هي الرسائل التي تصلكم منها؟
الرسائل مفادها أن التحالف موجود في المنطقة لأمد طويل، ولن تخرج القوات قبل الحل السياسي بسوريا أو خروج إيران منها تحديدا، ووفقا لاجتماع مع “جيمس جيفري” مؤخرا أكد “جيفري” بقاء التحالف والولايات المتحدة حتى في حال تغير الإدارة الأمريكية حتى تحقيق الحل السياسي عملا بالقرار الأممي 2254.
فيما يتعلق بوجود القوات العربية التي كانت موجودة ضمن قوات التحالف، هل لا تزال موجودة بنفس التنسيق؟
كقوات عربية رسمية بشكل عام لا يوجد، باستثناء بعض الجنود ضمن قوات التحالف، ولكن لا يوجد قوات تمثل الدول العربية وترفع أعلامها مطلقا، ونحن نتعامل مع المشاركين ضمن التحالف، ولكن لا يوجد تعامل مع أي من الدول العربية.