مجتمع

موظفة حكومية في سوريا تشعل مواقع التواصل بالغضب والسخرية

جوليا العبد (دمشق)

انتشر فيديو “المدام فاتن” كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، حيث يظهر إحدى موظفات المؤسسة السورية للتجارة في شارع الحمرا بدمشق وهي تهين أحد المراجعين وهو رجل كبير في السن وترفض بيعه مادتي الرز والسكر.

ويبدأ الفيديو، لحظة توسل أحد المواطنين من الموظف الحكومي للحصول على مادتي الرز والسكر، ورفض الأخير بحجة أنه في استراحة طالباً منه العودة في يومٍ آخر، لتصل الموظفة “فاتن” وتبدأ بإهانة المواطن بطريقة عدائية دفاعاً عن زميلها في العمل، وتبدأ بالصياح والقول بأنَّ “الموظف ليس عبداً عندكم ومن حقه أن يأكل ويستريح”، على الرغم من عدم انتهاء الدوام الرسمي، وتوفر الكمية المخصصة للبيع.

وينتهي الفيديو لحظة طرد “فاتن” الرجل الكبير في السن وإخباره أنها غير مهتمة في حال أحب أن يشتكي عليها.

أحدث هذا الفيديو موجة من التعليقات الغاضبة والساخرة من الموظفة، حيث قال أحدهم: “لن تتحدث بهذه الطريقة والثقة إن لم تكن مدعومة”، بينما أشار البعض إلى أن ما فعلته “فاتن” هو نتيجة لتدني الرواتب وغياب الرقابة، وأنَّ عقابها لن يكون أكثر من خصم طفيف على الراتب “غير المحرز” وأنها كانت مهذبة بتصرفها “المهين” مقارنةً بغيرها من الموظفين في الدولة، في حين ظهرت تعليقات تدافع عن فاتن بحجة أنها موظفة حكومية ويجب عدم التطاول عليها أثناء دوامها الرسمي، وأن الموظفين الحكوميين عامةً يتعبون من دون الحصول على تقدير لا من الحكومة ولا من المواطنين.

موظفة في وزارة التجارة السورية (فيسبوك)
موظفة في وزارة التجارة السورية (فيسبوك)
موظفة في وزارة التجارة السورية (فيسبوك)

أثار تصرف “فاتن” وزميلها استياء العديد من المواطنين السوريين، والكثير لم يعتبره طفرة استثنائية، بل إن هذا التصرف الشرس والمهين شائع في مؤسسات الدولة، وذلك يعود لسياسة التوظيف في سوريا الذي لا تحكمه الخبرة أو التحصيل العلمي بقدر ما يكون للواسطة والمحسوبيات الدور الأكبر، وأنَّ ما يحدث داخل أروقة المؤسسات الحكومية من فساد أصبح روتيناً وجزء من أي معاملة، على حد تعبير محامي في محكمة قضايا الدولة، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لـ “ملفات سوريا” فما يصله من دعاوي من قبل مؤسسات الدولة يستهدف الموظفين الأكثر جدية والتزاماً، بينما لا توجد قضايا ضد الفاسدين والمختلسين والمهملين، حسب تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى