ملهم العيساوي (ديرالزور)
فر أهالي ريف البوكمال في الشعفة والسوسة والمراشدة والعرقوب خارج ديارهم بعد أن باتت أراضيهم الميدان الأخير للمعارك بين تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والتحالف الدولي وقسد في بداية العام 2019، لتكون النتيجة قرى مدمرة بعد العودة إليها.
تلك القرى المعروفة بغناها بالآبار النفطية والغاز خصوصا في منطقة الكشمة، عادت عقود إلى الوراء بعد نهاية التنظيم، بسبب حجم الدمار والخراب التي حل بها، ومازالت على هذا الحال، على الرغم من حجم الأموال القادمة من دول الخليج، إذ يعرف أهالي هذه القرى بالعمل في الكويت والسعودية وقطر، لكن الحرب حولت بيوت هذه القرى إلى طين وهي الطريقة الأوفر بعد أن طوقهم الفقر وقلة فرص العمل في منطقة تقع أقصى الشرق السوري وتسكنها الاضطرابات رغم مرور عام ونصف العام على نهاية التنظيم.
يقول أحد المدنيين داخل المدينة لـ “ملفات سوريا” إنَّ عدد المنازل المدمرة أكثر من 720 منزلاً، بالإضافة إلى دمار أكثر من 800 محل تجاري، ما أدى إلى تشريد أكثر من 700 عائلة في المدينة.
ونوه بأنَّ العائلات انتظرت وعوداً من التحالف الدولي لإعادة إعمار المنازل التي دمرتها طائراتهم أثناء مهاجمتهم لتنظيم الدولة، إلا أنَّ التحالف لم يفِ بوعوده، كما أنَّ المنظمات الدولية رفضت بدورها المساعدة في إعادة الإعمار.
وبحسب مصادر ملفات سوريا؛ فإن مهمة إعادة الإعمار ليست من أولويات التحالف وليست على أجندتها، فهي فقط تقدم عبر بعض المنظمات الدعم الإغاثي فيما تتولى القوات العاملة هناك مسؤولية الجانب الأمني.
وأشار إلى أنَّ أهالي المدينة وبعد رفض جميع الأطراف مساعدتهم في إعادة الإعمار، قرروا الاعتماد على طرق بدائية في بناء المنازل، باستخدام الطين المنتشر بكثرة في المنطقة، حيث يتم جمع الطين ومزجه بالتبن ومن ثمَّ وعجنه بشكل جيد وتركه عدة أيام حتى يختمر ومن بعدها يتم تقطيعه إلى قوالب صغيرة مشابهة لـ “البلوك” وتركها مدة زمنية أخرى حتى تجف.
وأضاف أنه وبعد أن تصبح قطع “البلوك” متينة، تبدأ مرحلة البناء وذلك باستخدام الطين لتثبيت هذه القطع مع بعضها، ولفت إلى أن الأهالي عمدوا إلى هذه الطريقة بسبب عدم امتلاكهم لأموال تمكنهم من شراء مواد البناء الحديثة، بسبب أسعارها المرتفعة جداً
