Featuredسياسة

“أنصار داعش”.. 90 ملثماً يحكمون شرق الفرات ليلاً

أسعد الفرج (دير الزور)

بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بدعم من قوات التحالف الدولي على ريف دير الزور الشرقي، نهاية شهر آذار (مارس) 2019، تمكن ما تبقى من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من الهرب باتجاه مناطق سيطرة “قسد” بمساعدة مهربين محليين.

وبعد معركة الباغوز في آذار (مارس) 2019 تمكن العديد من مقاتلي “التنظيم” عبر مهربين يطلق عليهم لقب “مهربي النفرات” من الهرب باتجاهات مختلفة، بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، وبعضهم بقي في مناطق سيطرة “قسد” وآخرون آثروا التوجه إلى البادية السورية، كونه المكان الآمن الوحيد لهم.

في الوقت ذاته فضل العديد من الشباب في هذه المرحلة الهرب من مناطقهم، فصار اسمهم “الأنصار”، بعد ممارسات المجلس العسكري في دير الزور التابع لـ “قسد” الغير مسؤولة كالمداهمات والاعتقالات الغير مبررة ضد أهالي المنطقة، والاعتداء على الشبان بتهم مناصرة “تنظيم الدولة”.

وبحسب مراسل “ملفات سوريا” فإن هؤلاء “الأنصار” تحولوا إلى خلايا نشطة في المنطقة، وخصوصاً المتواجدين في المناطق المحاذية لنهر الفرات كـ “البصيرة، العتال، الزر، الشحيل، الحوايج، ذبيان، الطيانة ودرنج”، كونها تتسم بسهولة التنقل بينها، ويتواجد فيها عشائر ترفض التعرض لعناصر “التنظيم” أو إبلاغ “قسد” عن وجودهم أو حتى تحركاتهم، بالإضافة إلى وجود معابر مائية تسهل للعناصر النشطة من “التنظيم” سهولة التنقل ونقل الاسلحة بين ضفتي نهر الفرات.

وحصلت “ملفات سوريا” على أعداد تقريبية للعناصر الجدد المنضمين لـ “التنظيم” حتى شهر أيار (مايو) الماضي حيث وصل عددهم إلى حوالي ٩٠ عنصر توزعوا في المناطق المذكورة أعلاه.

ويقول “ج.أ” أحد المدنيين القاطنين بالقرب من هذه المنطقة لـ “ملفات سوريا”، إن عناصر ملثمين أثناء عملية اغتيال لمسؤول تابع لـ “قسد” مرت عربات تتبع لقوى الامن الداخلي مما أضطر عناصر التنظيم لترك دراجتهم النارية والاختباء في منزلي، وتهديدي بالقتل وقطع رأسي في حال الإبلاغ عنهم.

“التنظيم” يقتل كل من يرفض دفع مبلغ “الاتاوة”، حتى أنَّ عناصر التنظيم يتصلون هاتفياً ببعض التجار والميسورين ويذهبون إلى منزلهم لاستلام مبالغ مالية على الرغم من أنَّ قوات “قسد” هي التي تسيطر على المنطقة.

وأضاف: “لم أكن أريد الوشاية بهم لعدة أسباب أهمها الخوف من ملاحقتي أنا وأهلي بالإضافة إلى وجود رادع ديني وعشائري يمنعني من الإبلاغ عنهم”. وهذه الحالة تنطبق على الكثير من سكان المنطقة، إذ يفضلون الصمت على الدخول في مخاطر بين “قسد” والتنظيم.

اما بالنسبة لتمويل العناصر والعمليات فأكد أن التنظيم يفرض على التجار دفع اتاوات وزكاة في كافة مناطق ريف الدير الشرقي وهذا كافي لتغطية عملياته ناهيك عن “الغنائم” التي يحصل عليها من الضحايا الذين يتم استهدافهم.

وفي هذا السياق يؤكد أحد السكان المحليين في شرق الفرات، لمراسلنا أن من يحكم الريف الشرقي لدير الزور فعلياً هو تنظيم الدولة الإسلامية الذي تحول إلى كابوس لسكان تلك المنطقة لما يظهره التنظيم من إرهاب وقتل بحق من يعمل مع “قسد” عسكرياً أو مدنياً.

ويضيف “م .ح” الذي رفض ذكر أسمه لأسباب أمنية أن “تنظيم الدولة” يتحرك بحرية في عدة مناطق في ريف دير الزور وينفذ عمليات اغتيال في أي زمان ومكان يريده ويقيم حواجز ليلية ويفرض كما أسماها “اتاوات” أو زكاة على العديد من التجار ورؤوس الأموال ومتعهدي آبار النفط لدى “قسد”

وأكد أنَّ “التنظيم” يقتل كل من يرفض دفع مبلغ “الاتاوة”، حتى أنَّ عناصر التنظيم يتصلون هاتفياً ببعض التجار والميسورين ويذهبون إلى منزلهم لاستلام مبالغ مالية على الرغم من أنَّ قوات “قسد” هي التي تسيطر على المنطقة.

وأضاف أن “التنظيم” ينفذ أغلب عملياته معتمداً على الدرجات النارية لسهولة التنقل وسرعة الوصول إلى المكان المحدد نظراً لوعورة الطرق، وسهولة إخفاء تلك الدراجات بعد الانتهاء من العمليات التي تحدث غالباً في الاسواق الشعبية وعلى بعد عشرات الأمتار من حواجز “قسد”.

وأشار مصدر من المنطقة إلى أن عناصر “داعش” غالباً ما تستخدم سلاح “الأكاي ٥.٥” لفعاليته وسرعته وحجمه الصغير، ويطلق السكان المحليين على عناصر التنظيم عدة القاب منها “الملثمون والمجهولين” أما الاسم الأكثر تداولاً ورعباً هو “أبو فروة” كون عناصر “داعش” اعتادوا على لبس الفروة العربية واخفاء السلاح تحتها وتنفيذ عملياتهم بسرعة كبيرة دون إظهار أي مؤشرات للضحية بأنه المستهدف.

أمام هذه الفوضى الأمنية في شرق الفرات إلا أن قوات سوريا الديمقراطية تتحمل كامل المسؤولية الأمنية في هذه المنطقة، بحسب شهادات سكان محليين، وفي الوقت الذي يقوم التحالف الدولي بمشاركة “قسد” بعمليات أمنية ضد تنظيم الدولة، إلا أنَّ هذه العمليات لم تحد من تهديد عناصر “داعش”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى