Featuredسياسة

ماذا خسر الأسد بالانتخابات الرئاسية؟

ملفات سوريا (فريق التحرير)

أعلن رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ فوز بشار الأسد بالانتخابات الرئاسية، بنسبة 95.1 بالمئة من إجمالي عدد الناخبين، بعد حصوله على (13540360) صوتا، وزعم الصباغ أن عدد من يحق لهم التصويت بالانتخابات يبلغ 18 مليونا، و107 آلاف سوري، داخل سوريا وخارجها، شارك منهم بالانتخابات 14239140 ناخباً، أي ما يعادل 78%.

وأضاف رئيس مجلس الشعب أن الأصوات التي حصل عليها المرشح محمود مرعي 470276 صوتاً، ما يعادل 3.3 % من أصوات الناخبين، أما المرشح عبد الله سلوم عبد الله فقد حصل على 213968 صوتاً، ما يعادل 1.5 في المئة من المقترعين، الذين صوتوا في 12 ألف مركز اقتراع.

لكن ما النتيجة الحقيقية؟

بحسب ما رصد موقع ملفات سوريا فإن أغلب مناطق سيطرة الحكومة شاركت بالفعل بنسبة كبيرة، إما تحت الضغط والتهديد، أو برغبة حقيقية من الحاضنة الشعبية للأسد، باستثناء محافظتي درعا والسويداء، حيث شهدت الأولى إضرابا مفتوحا لمدة يومين، بينما شهدت السويداء مشاركة خجول اقتصرت على مئات الناخبين.

بالاتجاه إلى شمال شرق سوريا رفضت الإدارة الذاتية السماح للنظام بإجراء الانتخابات في مناطق سيطرتها، ففقد النظام بذلك أصوات أكثر من ثلاثة ملايين ناخب مفترض من أهالي دير الزور والحسكة والرقة.

وإلى شمال غرب سوريا، وتحديدا محافظة إدلب، وريفي حلب الشمالي والشرقي، حيث سيطرة قوات المعارضة، وهيئة تحرير الشام، لم تقام الانتخابات هناك بطبيعة الحال، في منطقة يعيش فيها نحو أربعة ملايين مواطن، وبين شمال شرق وشمال غرب يفقد الأسد أكثر من سبعة ملايين صوت، فضلاً عما يزيد عن مليون لم يصوتوا في درعا والسويداء.

مع تجاوز الحدود السورية، منعت تركيا إجراء الانتخابات السورية، وهو ما يعني أن أربعة ملايين لاجئ سوري لم يدلوا بأصواتهم، والحال كذلك في ألمانيا التي تستضيف أكثر من 800 ألف لاجئ.

بالنتيجة قال رئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ إن عدد الذين يحق لهم الانتخاب نحو 18 مليون، وإذا افترضنا أن جميع من هم تحت سيطرة الحكومة صوتوا فإن هناك أكثر من 11 مليون في شمال شرق وشمال غرب سوريا، وتركيا، وألمانيا، لم يشاركوا في الانتخابات، لذلك هناك 7 ملايين فقط هم الذين صوتوا (وذلك باعتبار أن جميع من هم تحت سيطرة الحكومة صوتوا)، فتكون النتيجة الحقيقية لانتخابات عام 2014 أفضل بالنسبة للأسد من انتخابات 2021.

ردود الفعل الدولية

اتخذت أغلب الدول الأوروبية والولايات المتحدة، موقفا رافضا للانتخابات قبل حصولها، إذ إنها -بحسب البيانات- تقوض العملية السياسية، وليست حرة ولا نزيهة، ولا تتوافق مع روح قانون مجلس الأمن الدولي 2254، فأصدرت كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا بيانا مشتركا، استنكرت فيه إجراء الانتخابات، كما رفضت السفارة الأميركية في دمشق شرعية الانتخابات، وهو الأمر ذاته الذي أعربت عنه الخارجية التركية في بيان أصدرته تزامنا مع إعلان فتح صناديق الاقتراع صباح الأربعاء 26 أيار 2021، فيما كان الصمت سيد الموقف لدى أغلب الدول العربية التي لم تعلق على الانتخابات لا سلباً ولا إيجاباً ، باستثناء بعض الدول التي سمحت بإجراء الانتخابات على أراضيها.

المعارضة السورية: مهزلة لا تعيد للأسد الشرعية

موقف المعارضة السورية كان رافضاً بالإجماع المشاركة أو الاعتراف بالانتخابات، فأعلنت قوى المعارضة بمختلف أجسامها أن هذه الانتخابات لا تمثل الشعب السوري، ولا تنسجم مع القرارات الدولية، وتقوض العملية السياسية، التي اتهموا الحكومة السورية بعرقلتها مرارا وتكراراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى